آ. (11) قوله: انفضوا إليها : أعاد الضمير على التجارة دون اللهو; لأنها الأهم في السبب. قال "وقال: إليها ولم يقل: إليهما تهمما بالأهم، إذ كانت هي سبب اللهو ولم يكن اللهو سببها. وتأمل أن قدمت التجارة على اللهو في الرؤية; لأنها أهم وأخرت مع التفضيل، لتقع النفس أولا على الأبين". انتهى. وفي قوله: "لم يقل إليهما" ثم أجاب بما ذكر نظر لا يخفى; لأن العطف بـ "أو" لا يثنى معه الضمير ولا الخبر ولا الحال ولا الوصف; لأنها لأحد الشيئين، ولذلك تأول الناس "إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما"، كما قدمته في موضعه، وإنما الجواب عنه: أنه وحد الضمير لأن العطف بـ "أو" وإنما جيء بضمير التجارة دون ضمير اللهو وإن كان جائزا لما ذكره ابن عطية: من الجواب، وهو الاهتمام كما قاله غير واحد. وقد قال ابن عطية قريبا مما قاله الزمخشري فإنه قال: كيف قال: إليها، وقد ذكر شيئين؟ قلت: تقديره: إذ رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا انفضوا إليه، فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه، وكذلك قراءة من قرأ "انفضوا إليه". انتهى. فقوله: قلت تقديره إلى آخره، يشعر، بأنه كان حق الكلام أن [ ص: 333 ] يثنى الضمير، ولكنه حذف. وفيه ما قدمته لك: من أن المانع من ذلك أمر صناعي وهو العطف بـ "أو". ابن عطية
وقرأ "إليه" أعاد الضمير إلى اللهو وقد نص على جواز ذلك ابن أبي عبلة سماعا من الأخفش العرب نحو: "إذا جاءك زيد أو هند فأكرمه" وإن شئت "فأكرمها". وقرأ بعضهم "إليهما" بالتثنية. وتخريجها كتخريج إن يكن غنيا أو فقيرا وقد تقدم تحريره.
قوله: وتركوك جملة حالية من فاعل "انفضوا" و"قد" مقدرة عند بعضهم وقوله: ما عند الله خير "ما" موصولة مبتدأ، و"خير" خبرها.
[تمت بعونه تعالى سورة الجمعة]
[ ص: 334 ]