قوله: ويقبضن عطف الفعل على الاسم لأنه بمعناه أي: وقابضات، فالفعل هنا مؤول بالاسم عكس قوله: إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا فإن الاسم هناك مؤول بالفعل. وقد تقدم الاعتراض على ذلك. وقول "معطوف على اسم الفاعل، حملا على المعنى أي: يصففن ويقبضن أي: صافات وقابضات" لا حاجة إلى تقديره: يصففن ويقبضن; لأن الموضع للاسم فلا نؤوله بالفعل. وقال الشيخ : وعطف الفعل على الاسم لما كان في معناه، ومثله قوله تعالى: أبي البقاء: فالمغيرات صبحا فأثرن عطف الفعل على الاسم لما كان المعنى: فاللاتي أغرن فأثرن، ومثل هذا العطف فصيح وكذا عكسه، إلا عند السهيلي فإنه قبيح نحو قوله: [ ص: 391 ]
4288 - بات يغشيها بعضب باتر يقصد في أسوقها وجائر
أي: قاصد في أسوقها وجائر. انتهى، هو مثله في عطف الفعل على اسم، إلا أن الاسم فيه مؤول بالفعل عكس هذه الآية. ومفعول "يقبضن" محذوف أي: ويقبضن أجنحتهن، قاله ولم يقدر لـ "صافات" مفعولا كأنه زعم أن الاصطفاف في أنفسها أي: مصطفة. والظاهر أن المعنى: صافات أجنحتها وقابضتها، فالصف والقبض منها لأجنحتها. أبو البقاء
وكذلك قال : "صافات باسطات أجنحتهن" ثم قال: فإن قلت لم قال: ويقبضن ولم يقل: وقابضات؟ قلت: لأن الطيران هو صف الأجنحة; لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء، والأصل في السباحة مد الأطراف وبسطها، وأما القبض فطارئ على البسط للاستظهار به على التحرك، فجيء بما هو طارئ غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات، ويكون منهن القبض تارة بعد تارة، كما يكون من السابح. الزمخشري
قوله: ما يمسكهن يجوز أن تكون الجملة مستأنفة، وأن تكون حالا من الضمير في "يقبضن" قاله ، والأول هو الظاهر. وقرأ أبو البقاء بتشديد السين. الزهري