قال الشيخ : "ومكبا" حال من "أكب" وهو لا يتعدى، وكب متعد قال تعالى: فكبت وجوههم في النار والهمزة للدخول في الشيء [ ص: 393 ] أو للصيرورة ومطاوع كب: انكب. تقول: كببته فانكب. قال : "ولا شيء من بناء "أفعل" إلى قوله: كتاب الزمخشري ". انتهى، وهذا الرجل كثير التبجح بكتاب سيبويه ، وكم من نص في كتاب سيبويه عمي بصره وبصيرته عنه، حتى إن الإمام سيبويه أبا الحجاج يوسف بن معزوز صنف كتابا، يذكر فيه ما غلط فيه وما جهله من كتاب الزمخشري . انتهى ما قاله الشيخ . سيبويه
وانظر إلى هذا الرجل: كيف أخذ كلامه الذي أسلفته عنه، طرز به عبارته حرفا بحرف، ثم أخذ ينحي عليه بإساءة الأدب، جزاء ما لقنه تلك الكلمات الرائعة وجعله يقول: إن مطاوع كب انكب لا أكب وإن الهمزة في أكب للصيرورة، أو للدخول في الشيء، وبالله لو بقي دهره غير ملقن إياها لما قالها أبدا، ثم أخذ يذكر عن إنسان مع كالسها مع القمر أنه غلطه في نصوص كتاب أبي القاسم ، الله أعلم بصحتها. [قال الشاعر:] سيبويه
4289- وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم
وعلى تقدير التسليم فالفاضل من عدت سقطاته. [ ص: 394 ] وقوله: أمن يمشي هو المعادل لـ أفمن يمشي مكبا . وقال : و أبو البقاء "أهدى" خبر "من يمشي"، وخبر "من" الثانية محذوف، يعني: أن الأصل: أمن يمشي سويا أهدى، ولا حاجة إلى ذلك، لأن قوله: "أزيد قائم أم عمرو" لا يحتاج فيه من حيث الصناعة إلى حذف الخبر، بل تقول: هو معطوف على "زيد" عطف المفردات، ووحد الخبر لأن "أم" لأحد الشيئين.