آ. (36) قوله: إلا من غسلين : صفة لـ "طعام" دخل الحصر على الصفة، كقولك: "ليس عندي رجل إلا من بني تميم" والمراد بالحميم الصديق، فعلى هذا الصفة مختصة بالطعام أي: ليس له صديق ينفعه ولا طعام إلا من كذا. وقيل: التقدير: ليس له حميم إلا من غسلين ولا طعام، قاله ، فجعل "من غسلين" صفة للحميم، [ ص: 438 ] كأنه أراد به الشيء الذي يحم به البدن من صديد النار. ثم قال: وقيل: من الطعام والشراب; لأن الجميع يطعم بدليل قوله: أبو البقاء ومن لم يطعمه فعلى هذا يكون إلا من غسلين صفة لـ "حميم" ولـ "طعام"، والمراد بالحميم ما يشرب. والظاهر أن خبر "ليس" هو قوله: "من غسلين" إذا أريد بالحميم ما يشرب أي: ليس له شراب ولا طعام إلا غسلينا. أما إذا أريد بالحميم الصديق فلا يتأتى ذلك. وعلى هذا الذي ذكرته فيسأل عما يعلق به الجار والظرفان؟ والجواب: أنها تتعلق بما تعلق به الخبر، أو يجعل "له" أو "ههنا" حالا من "حميم"، ويتعلق " اليوم" بما تعلق به الحال. ولا يجوز أن يكون "اليوم" حالا من "حميم"، و"له" و" ههنا" متعلقان بما تعلق به الحال; لأنه ظرف زمان، وصاحب الحال جثة. وهذا الموضع موضع حسن مفيد فتأمله.
والغسلين: فعلين من الغسالة، فنونه وياؤه زائدتان. قال أهل اللغة: هو ما يجري من الجراح إذا غسلت. وفي التفسير: هو صديد أهل النار. وقيل: شجر يأكلونه.