آ. (20- 21) قوله: جزوعا : و منوعا فيهما ثلاثة أوجه، أحدها: أنهما منصوبان على الحال من الضمير في "هلوعا" وهو العامل فيهما، والتقدير: هلوعا حال كونه جزوعا وقت مس الشر، ومنوعا وقت مس الخير. والظرفان معمولان لهاتين الحالين. وعبر عن هذا الوجه بعبارة موهمة. وهو يريد ما ذكرته فقال: "جزوعا حال أخرى، والعامل فيها هلوعا". فقوله: "أخرى" يوهم أنها حال ثانية وليست متداخلة، لولا قوله: "والعامل فيها هلوعا". الثاني: أن يكونا خبرين لـ كان - أو صار - مضمرة، أي: إذا مسه الشر كان - أو صار - جزوعا، وإذا مسه الخير كان - أو صار - منوعا قاله أبو البقاء وعلى هذا فإذا شرطية، وعلى الأول ظرف محض، العامل فيه ما بعده، كما تقدم. الثالث: أنهما نعت لـ "هلوعا" قاله مكي. إلا أنه [ ص: 460 ] قال: وفيه بعد; لأنك تنوي به التقديم قبل "إذا". انتهى. وهذا الاستبعاد ليس بشيء، فإنه غاية ما فيه تقديم الظرف على عامله، وإنما المحذور تقديم معمول النعت على المنعوت. مكي.