واختلفوا في لام "عزة" على ثلاثة أقوال، أحدها: أنها واو من عزوته أعزوه، أي: نسبته; وذلك أن المنسوب مضموم إلى المنسوب إليه، كما أن كل جماعة مضموم بعضها إلى بعض. الثاني: أنها ياء، إذ يقال: عزيته بالياء، أعزيه بمعنى: عزوته، فعلى هذا في لامها لغتان، الثالث: أنها هاء، ويجمع تكسيرا على عزى نحو: كسرة وكسر، واستغني بهذا التكسير عن جمعها بالألف والتاء، فلم يقولوا: عزات كما لم يقولوا في شفة وأمة: شفات ولا إمات استغناء بشفاه وإماء، وقد كثر وروده مجموعا بالواو والنون. قال الراعي:
4332- أخليفة الرحمن إن عشيرتي أمسوا سوامهم عزين فلولا
وقال الكميت:
4333- ونحن وجندل باغ تركنا كتائب جندل شتى عزينا
[ ص: 462 ] وقال عنترة:
4334- وقرن قد تركت لذي ولي عليه الطير كالعصب العزين
وقال آخر:
4335- ترانا عنده والليل داج على أبوابه حلقا عزينا
وقال آخر:
4336- فلما أن أتين على أضاخ تركن حصاه أشتاتا عزينا
والعزة لغة: الجماعة في تفرقة. هذا قول أبي عبيدة. وقال "العزون: الأصناف، يقال: في الدار عزون، أي: أصناف". وقال غيره: الجماعة اليسيرة كالثلاثة والأربعة. وقال الأصمعي: : "وقيل: هو من قولهم: عزي عزاء فهو عز إذا صبر، وتعزى: تصبر، فكأنها اسم للجماعة التي يتأسى بعضهم ببعض. الراغب