بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (1) قوله: أوحي : هذه قراءة العامة أعني كونها من أوحى رباعيا. وقرأ عن العتكي أبي عمرو وابن أبي عبلة وأبو إياس "وحي" ثلاثيا، وهما لغتان، يقال: وحى إليه كذا، وأوحاه إليه بمعنى واحد. وأنشد للعجاج:
4346- وحى لها القرار فاستقرت
وقرأ زيد بن علي في رواية والكسائي أيضا "أحي" بهمزة مضمومة ولا واو بعدها. وخرجت على أن الهمزة بدل من الواو المضمومة نحو: "أعد" في "وعد" فهذه فرع قراءة "وحي" ثلاثيا. قال وابن أبي عبلة : وهو من القلب المطلق جوازه في كل واو مضمومة، وقد أطلقه المازني في المكسورة أيضا كإشاح وإسادة و"إعاء [ ص: 480 ] أخيه"، قال الشيخ : "وليس كما ذكر، بل في ذلك تفصيل. وذلك أن الواو المضمومة قد تكون أولا وحشوا وآخرا، ولكل منها أحكام. وفي بعض ذلك خلاف وتفصيل مذكور في النحو". قلت: قد تقدم القول في ذلك مشبعا في أول هذا الموضوع ولله الحمد. ثم قال الشيخ : - بعد أن حكى عنه ما قدمته عن الزمخشري المازني وهذا تكثير وتبجح. وكان يذكر ذلك في سورة يوسف عند قوله وعاء أخيه . وعن المازني في ذلك قولان، أحدهما: القياس كما ذكر، والثاني: قصر ذلك على السماع. قلت: لم يبرح العلماء يذكرون النظير مع نظيره، ولما ذكر قلب الهمزة باطراد عند الجميع ذكر قلبها بخلاف.
قوله: أنه استمع هذا هو القائم مقام الفاعل; لأنه هو المفعول الصريح، وعند الكوفيين يجوز أن يكون القائم مقامه الجار والمجرور، فيكون هذا باقيا على نصبه. والتقدير: أوحي إلي استماع نفر. و"من الجن" صفة لـ "نفر" ووصف القرآن بعجب: إما على المبالغة، وإما على حذف مضاف، أي: ذا عجب، وأما بمعنى اسم الفاعل، أي: معجب. و"يهدي" صفة أخرى. والأخفش
آ. (2) وقرأ العامة: الرشد : بضمة وسكون [ ص: 481 ] بضمهما، وعنه أيضا فتحهما، وتقدم هذا في الأعراف. وابن عمر