قوله: مهيلا أصله مهيول كمضروب، فاستثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الساكن قبلها، وهو الهاء، فالتقى ساكنان. فاختلف النحاة في العمل في ذلك: وأتباعه حذفوا الواو، وكانت أولى بالحذف; [ ص: 525 ] لأنها زائدة، وإن كانت القاعدة أن ما يحذف لالتقاء الساكنين الأول، ثم كسروا الهاء لتصح الياء، ووزنه حينئذ مفعل. فسيبويه والكسائي والفراء حذفوا الياء; لأن القاعدة في التقاء الساكنين إذا احتيج إلى حذف أحدهما حذف الأول وكان ينبغي على قولهم أن يقال: فيه: مهول، إلا أنهم كسروا الهاء لأجل الياء التي كانت، فقلبت الواو ياء، ووزنه حينئذ مفولا على الأصل، ومفيلا بعد القلب. والأخفش
قال "وقد أجازوا كلهم أن يأتي على أصله في الكلام فتقول: مهيول ومبيوع، وما أشبه ذلك من ذوات الياء. فإن كان من ذوات الواو لم يجز أن يأتي على أصله عند البصريين، وأجازه الكوفيون نحو: مقوول ومصووغ، وأجازوا كلهم مهول ومبوع على لغة من قال: بوع المتاع، وقول القول، ويكون الاختلاف في المحذوف منه على ما تقدم". قلت: التتميم في مبيوع ومهيول وبابه لغة تميم، والحذف لغة سائر العرب. ويقال: هلت التراب أهيله هيلا فهو مهيل. وفيه لغة: أهلته - رباعيا - إهالة فهو مهال نحو: أبعته إباعة فهو مباع. مكي:
والكثيب: ما اجتمع من الرمل والجمع في القلة: أكثبة، وفي الكثرة: كثبان وكثب، كرغيف وأرغفة ورغفان ورغف. قال ذو الرمة:
4373- فقلت لها: لا إن أهلي جيرة لأكثبة الدهنا جميعا وماليا
والمهيل: ما انهال تحت القدم، أي: انصب، من هلت التراب، [ ص: 526 ] أي: طرحته، قال : "من كثبت الشيء إذا جمعته، ومنه الكثبة من اللبن. قالت الضائنة: أجز جفالا وأحلب كثبا عجالا". الزمخشري