آ. (40) وقرأ العامة أيضا "بقادر" اسم فاعل مجرورا بباء زائدة في خبر "ليس". وزيد بن علي "يقدر" فعلا مضارعا. والعامة على [ ص: 586 ] نصب "يحيي" بـ "أن" لأن الفتحة خفيفة على حرف العلة. وقرأ طلحة بن سليمان والفياض بن غزوان بسكونها: فإما أن يكون خفف حرف العلة بحذف حركة الإعراب، وإما أن يكون أجرى الوصل مجرى الوقف.
وجمهور الناس على وجوب فك الإدغام. قال أبو البقاء : "لئلا يجمع بين ساكنين لفظا أو تقديرا". قلت: يعني أن الحاء ساكنة، فلو أدغمنا لسكنا الياء الأولى أيضا للإدغام فيلتقي ساكنان لفظا، وهو متعذر النطق، فهذان ساكنان لفظا. وأما قوله: "تقديرا" فإن بعض الناس جوز الإدغام في ذلك، وقراءته "أن يحي" وذلك أنه لما أراد الإدغام نقل حركة الياء الأولى إلى الحاء، وأدغمها، فالتقى ساكنان: الحاء - لأنها ساكنة في التقدير قبل النقل إليها - والياء; لأن حركتها نقلت من عليها إلى الحاء، واستشهد الفراء لهذه القراءة بقوله:
4429-. . . . . . . . . . . . . . . . . . . تمشي لسدة بيتها فتعي
[ ص: 587 ] وأما أهل البصرة فلا يدغمونه البتة، قالوا: لأن حركة الياء عارضة; إذ هي للإعراب. وقال مكي : "وقد أجمعوا على عدم الإدغام في حال الرفع. فأما في حال النصب فقد أجازه الفراء لأجل تحرك الياء الثانية، وهو لا يجوز عند البصريين; لأن الحركة عارضة". قلت: ادعاؤه الإجماع مردود بالبيت الذي قدمت إنشاده عن الفراء، وهو قوله: "فتعي" فهذا مرفوع وقد أدغم. ولا يبعد ذلك; لأنه لما أدغم ظهرت تلك الحركة لسكون ما قبل الياء بالإدغام.[تمت بعونه تعالى سورة القيامة]
[ ص: 588 ]


