4466- تمشي الهوينى ساقطا خمارها قد أعصرت أو قد دنا إعصارها
[ ص: 651 ] قلت: ولولا تأويل "أعصرت" بذلك لكان ينبغي أن تكون المعصرات بفتح الصاد اسم مفعول; لأن الرياح تعصرها.وقال : وقرأ الزمخشري "بالمعصرات". وفيه وجهان: أن يراد الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب، وأن يراد السحائب; لأنه إذا كان الإنزال منها فهو بها كما تقول: أعطى من يده درهما، وأعطى بيده. وعن عكرمة : المعصرات: الرياح ذوات الأعاصير. وعن مجاهد الحسن هي السماوات. وتأويله: أن الماء ينزل من السماء إلى السحاب فكأن السماوات يعصرن، أي: يحملن على العصر ويمكن منه. فإن قلت: فما وجه من قرأ "من المعصرات" وفسرها بالرياح ذوات الأعاصير، والمطر لا ينزل من الرياح؟ قلت: الرياح هي التي تنشئ السحاب وتدر أخلافه، فيصح أن تجعل مبدأ للإنزال. وقد جاء: إن الله يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء، فإن صح ذلك فالإنزال منها ظاهر. فإن قلت: ذكر وقتادة: ابن كيسان: أنه جعل المعصرات بمعنى المغيثات، والعاصر هو المغيث لا المعصر. يقال: عصره فاعتصر. قلت: وجهه أن يراد: اللاتي أعصرن، أي: حان لها أن تعصر، أي: تغيث. قلت: يعني أن "عصر" بمعنى الإغاثة ثلاثي، فكيف قيل هنا: معصرات بهذا المعنى، وهو من الرباعي؟ فأجاب عنه بما تقدم، يعني أن الهمزة بمعنى الدخول في الشيء.
قوله: ثجاجا الثج: الانصباب بكثرة وشدة. وفي الحديث: [ ص: 652 ] فالعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إراقة دماء الهدي. يقال: ثج الماء بنفسه، أي: انصب وثججته أنا، أي: صببته ثجا وثجوجا، فيكون لازما ومتعديا. وقال الشاعر: "أحب العمل إلى الله العج والثج"،
4467- إذا رجفت فيها رحى مرجحنة تبعج ثجاجا غزير الحوافل
وقرأ "ثجاحا" بالحاء المهملة أخيرا. وقال الأعرج : "ومثاجح الماء مصابه، والماء ينثجح في الوادي". الزمخشري