4482- أحافرة على صلع وشيب معاذ الله من سفه وعار
وأصله: أن الإنسان إذا رجع في طريقه أثرت قدماه فيها حفرا. وقال : وقوله في الحافرة مثل لمن يرد من حيث جاء، أي: [ ص: 671 ] أنحيا بعد أن نموت؟ وقيل: الحافرة: الأرض التي [جعلت] قبورهم فيها، ومعناه: أإنا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور. وقوله: الراغب "في الحافرة" على هذا في موضع الحال. وقيل: رجع فلان على حافرته، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، كقوله: ومنكم من يرد إلى أرذل العمر . وقولهم: "النقد عند الحافرة" لما يباع نقدا. وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه. والحفر: تأكل الأسنان. وقد حفر فوه، وقد أحفر المهر للإثناء والإرباع، أي: دنا لأن يكون ثنيا أو رباعيا. انتهى. والحافرة قيل: فاعلة بمعنى مفعولة. وقيل: على النسب، أي: ذات حفر، والمراد: الأرض. والمعنى: إنا لمردودون في قبورنا أحياء. وقيل: الحافرة: جمع حافر بمعنى القدم، أي: نمشي أحياء على أقدامنا، ونطأ بها الأرض. وقيل: هي أول الأمر. وتقول التجار: "النقد في الحافرة"، أي: أول السوم. وقال الشاعر:
4483- آليت لا أنساكم فاعلموا حتى ترد الناس في الحافره
وقرأ أبو حيوة "في الحفرة" بدون ألف. فقيل: هما بمعنى. وقيل: هي الأرض التي تغيرت وأنتنت بموتاها وأجسادهم، [ ص: 672 ] من قولهم: حفرت أسنانه، أي: تأكلت وتغيرت. وقد تقدم خلاف القراء في هذين الاستفهامين في سورة الرعد. وقوله: وابن أبي عبلة "في الحافرة" يجوز تعلقه بمردودون، أو بمحذوف على أنه حال كما تقدم.