4571- أكفرا بعد رد الموت عني وبعد عطائك المئة الرتاعا
ومن منع نصب "المئة" بفعل مضمر. وأصرح من هذا قول الآخر:
4572-. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فإن كلامها شفاء لما بيا
وقيل: المعنى ولا يحمل عذاب الإنسان أحد كقوله: ولا تزر وازرة وزر أخرى قاله . وأما قراءة الباقين فإنه أسند الفعل لفاعله. الزمخشري
والضمير في "عذابه" و وثاقه يحتمل عوده على الباري تعالى، بمعنى: أنه لا يعذب في الدنيا مثل عذاب الله تعالى يومئذ أحد، أي: أن عذاب من يعذب في الدنيا ليس كعذاب الله تعالى يوم القيامة، كذا قاله أبو عبد الله ، وفيه نظر: من حيث إنه يلزم أن يكون "يومئذ" معمولا للمصدر التشبيهي، وهو ممتنع لتقدمه عليه، إلا أن يقال: يتوسع فيه.
وقيل: المعنى لا يكل عذابه ولا وثاقه لأحد; لأن الأمر لله وحده [ ص: 794 ] في ذلك. وقيل: المعنى أنه في الشدة والفظاعة في حيز لم يعذب أحد قط في الدنيا مثله. ورد هذا: بأن "لا" إذا دخلت على المضارع صيرته مستقبلا، وإذا كان مستقبلا لم يطابق هذا المعنى، ولا يطلق على الماضي إلا بمجاز بعيد، وبأن "يومئذ" المراد به يوم القيامة لا دار الدنيا. وقيل: المعنى أنه لا يعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الله الكافر فيها، إلا أن هذا مردود بما رد به ما قبله. ويحتمل عوده على الإنسان بمعنى: لا يعذب أحد من زبانية العذاب مثل ما يعذبون هذا الكافر، أو يكون المعنى: لا يحمل أحد عذاب الإنسان كقوله: ولا تزر وازرة وزر أخرى . وهذه الأوجه صعبة المرام على طالبها من غير هذا الموضوع لتفرقها في غيره وعسر استخراجها منه.
وقرأ في رواية نافع وأبو جعفر وشيبة بخلاف عنهما "وثاقه" بكسر الواو.