5044 ص: فإن قال قائل: ففي هذا الحديث أن عبيد الله قتل ابنة لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام، فيجوز أن يكون إنما استعجلوا سفك دم عبيد الله بها لا بجفينة والهرمزان. .
قيل له: في هذا الحديث ما يدل على أنه أراد قتله بجفينة والهرمزان ، وهو قولهم: أبعدهما الله، فمحال أن يكون عثمان - رضي الله عنه - أراد أن يقتله بغيرهما، ويقول الناس له: أبعدهما الله، ثم يقول لهم: إني لم أرد قتله بهذين، إنما أردت [ ص: 357 ] قتله بالجارية، ولكنه أراد قتله بهما وبالجارية، ألا تراه يقول: فكثر في ذلك الاختلاف، فكيف يكثر الاختلاف في ابنة أبي لؤلؤة وهي صغيرة، ولا نعلم خلافا أنه يقتل المؤمن بالطفل الصغير.
فدل ذلك أن عثمان - رضي الله عنه - إنما أراد قتله بمن قتل وفيهم الهرمزان وجفينة .
فقد ثبت بما ذكرنا ما صحح عليه معنى هذا الحديث أن معنى حديث - رضي الله عنه - الأول على ما وصفنا، فانتفى أن يكون فيه حجة تدفع أن علي يقتل المسلم بالذمي.