الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4883 4884 4885 [ ص: 506 ] ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: لا يجب في هذا حد الزنا، ولكن يجب فيه التعزير والعقوبة البليغة، وممن قال بذلك أبو حنيفة ، وسفيان الثوري:

                                                حدثنا سليمان بن شعيب، عن أبيه، عن محمد، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة بذلك.

                                                وحدثنا فهد ، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: "سمعت سفيان يقول في رجل تزوج ذات محرم منه ودخل بها قال: لا حد عليه".

                                                التالي السابق


                                                ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم فقهاء الكوفة منهم: أبو حنيفة وسفيان الثوري، فإنهم قالوا: لا يجب في الصورة المذكورة حد الزنا، ولكن يجب فيها التعزير البالغ والعقوبة البليغة.

                                                وأخرج قولي أبي حنيفة وسفيان مسندا:

                                                أما قول أبي حنيفة فأخرجه عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن أبيه شعيب بن سليمان ، عن محمد بن الحسن ، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري القاضي ، عن الإمام أبي حنيفة .

                                                وأما قول سفيان فأخرجه عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين -شيخ البخاري- عن سفيان .

                                                وقال ابن حزم في "المحلى": قال أبو حنيفة: لا حد عليه في كل ذلك، ولا حد على من تزوج أمه التي ولدته وابنته وأخته وجدته وعمته وخالته وبنت أخيه وبنت أخته عالما بقرابتهن منه، عالما بتحريمهن عليه، ووطئهن كلهن، والولد لاحق به، والمهر واجب لهن عليه، وليس عليه إلا التعزير دون الأربعين فقط، وهو قول سفيان الثوري .

                                                قالا: فإن وطئهن بغير عقد النكاح فهو زنى، عليه ما على الزاني من الحد.




                                                الخدمات العلمية