الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4862 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، - رضي الله عنه -: " أن رجلا من أسلم أتى رسول الله -عليه السلام- وهو في المسجد، فناداه فحدثه أنه زنى، فأعرض رسول الله -عليه السلام- فتنحى لشقه الذي أعرض قبله فأخبره أنه زنى وشهد على نفسه أربع مرات، فدعاه رسول الله -عليه السلام- فقال: هل بك جنون؟ قال: لا، قال: فهل أحصنت؟ قال: نعم، فأمر به رسول الله -عليه السلام- أن يرجم بالمصلى، فلما أذلفته الحجارة جمز حتى أدرك بالحرة، فقتل بها رجما". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح ورجاله كلهم رجال الصحيح.

                                                ويونس الأول هو ابن عبد الأعلى شيخ مسلم. والثاني هو ابن يزيد الأيلي وابن شهاب هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                والحديث أخرجه الجماعة غير ابن ماجه:

                                                فقال البخاري: حدثني محمود، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن جابر: "أن رجلا من أسلم جاء النبي -عليه السلام- فاعترف بالزنا، فأعرض عنه النبي -عليه السلام- حتى شهد على نفسه أربع مرات، قال له النبي -عليه السلام-: أبك جنون؟ قال: لا، قال: أحصنت؟ قال: نعم، فأمر به فرجم بالمصلى، فلما أذلقته الحجارة فر، فأدرك فرجم حتى مات. فقال له النبي -عليه السلام- خيرا، وصلى عليه".

                                                [ ص: 471 ] ولم يقل يونس وابن جريج ، عن الزهري: "فصلى عليه".

                                                وقال مسلم: حدثني أبو الطاهر وحرملة، قالا: أنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي -عليه السلام- نحوه.

                                                وقال أبو داود: نا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي، قالا: نا عبد الرزاق، قال: أنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن جابر بن عبد الله .... إلى آخره نحوه.

                                                وقال الترمذي: ثنا الحسن بن علي ، عن عبد الرزاق .... إلى آخره نحوه.

                                                وقال النسائي: قوله: "فلما أذلقته الحجارة" أي أصابته بحدها فعقرته، وذلق كل شيء حده، والإذلاق أيضا سرعة الرمي، فيكون معناه على هذا: أنه لما تتابع عليه وقع الحجارة وتناولته من كل وجه فر. ومادته ذال معجمة ولام وقاف.

                                                قوله: "جمز" بالجيم والزاي المعجمة، أي أسرع هاربا من القتل، يقال: جمز يجمز جمزا من باب ضرب يضرب.

                                                قوله: "حتى أدرك" على صيغة المجهول.

                                                قوله: "بالحرة" بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء وهي أرض ذات حجارة سود، والمراد بها أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة، وكانت بها وقعة مشهورة زمن يزيد بن معاوية .




                                                الخدمات العلمية