الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث في إيجاره -صلى الله عليه وسلم- واستئجاره

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في إيجاره نفسه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              قال في زاد المعاد : أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأجر ، واستئجاره أكثر من إيجاره ، وإنما يحفظ عنه أنه أجر نفسه الكريمة قبل النبوة في رعاية الغنم ، وأجر نفسه من خديجة في سفره بمالها إلى الشام .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم ، فقال الصحابة : وأنت ؟ فقال : نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن طريق الربيع بن بدر عن أبي الزبير عن جابر ، قال : أجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه من خديجة بنت خويلد سفرتين إلى جرش ، كل سفرة بقلوص . قلت : الربيع ضعيف ، قال ابن العربي : إن صح الحديث فإنما هو المفتوح الذي بالشام .

                                                                                                                                                                                                                              قال في النهاية : جرش -بضم الميم وفتح الراء من مخاليف اليمن- وهو بفتحها بلد في الشام .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في استئجاره صلى الله عليه وسلم :

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- في حديث العجوة قالت : واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الديل .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في مساقاته صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- وأحمد وأبو داود وابن ماجه والدارقطني عن ابن عباس ، وابن ماجه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على أهل خيبر ، أراد إجلاء يهود منها ، وكانت الأرض حين ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ورسوله وللمسلمين ، وأراد إخراج يهود منها ، فسألت يهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا أهلها ، ولهم النصف . وفي لفظ : فعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من تمر وزرع ، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : نقركم بها على ذلك ما شئنا . وفي لفظ : ما أقركم الله ، فقروا بها حتى أجلاهم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 14 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية