[ ص: 106 ] جماع أبواب سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد
الباب الأول في آداب متفرقة تتعلق به
وفيه أنواع :
الأول : في عرضه صلى الله عليه وسلم المقاتلة ، ورده من لم يصلح للقتال
روى الطبراني برجال ثقات وهو مرسل عن عبد الحميد بن جعفر -رحمه الله تعالى- من بعده فرده ، سمرة يا رسول الله ، أجزت غلاما ورددتني ، ولو صارعني لصرعته ، فقال : فدونك فصارعه ، فصارعته فأجازني في البعث . سمرة فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض غلمان الأنصار في كل عام ، فمن بلغ منهم بعثه ، فعرضهم ذات عام فمر به غلام فبعثه في البعث ، وعرض عليه
وروى عن الطبراني -رضي الله عنه- قال : رافع بن خديج جئت أنا وعمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بدرا ، فقلت : يا رسول الله ، إني أريد أن أخرج معك ، فجعل يقبض يده ، ويقول : إني أستصغرك ولا أدري ماذا تصنع إذا لاقيت القوم ؟ فقلت : أتعلم أني أرمى من رمى ؟ ! فردني ، فلم أشهد بدرا .
وروى الأئمة إلا مالكا ، -رضي الله تعالى عنهما- قال : عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ، وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمسة عشرة سنة فأجازني . ابن عمر عن