( 595 ) وما يزيد في الكتاب يبعد كشطا ومحوا وبضرب أجود ( 596 ) وصله بالحروف خطا أو لا
مع عطفه أو كتب لا ثم إلى ( 597 ) أو نصف دارة وإلا صفرا
في كل جانب وعلم سطرا ( 598 ) سطرا إذا ما كثرت سطوره
أو لا وإن حرف أتى تكريره ( 599 ) فأبق ما أول سطر ثم ما
آخر سطر ثم ما تقدما ( 600 ) أو استجد قولان ما لم يضف
أو يوصف أو نحوهما فألف
( وما يزيد في الكتاب ) أي : يكتب على غير وجهه ، ( يبعد ) عنه بأحد أمور مما سلكه الأئمة :
[ ] : إما كشطا ; أي بالكشط - وهو بالكاف والقاف - سلخ القرطاس بالسكين ونحوها ، تقول : كشطت البعير كشطا ، نزعت جلده ، وكشطت الجل عن ظهر الفرس ، والغطاء عن الشيء ، إذا كشفت عنه . وقد يعبر عن الكشط [ ص: 97 ] بالبشر تارة ، وبالحك أخرى ، إشارة إلى الرفق بالقرطاس . معنى الكشط والمحو
[ ] : ( و ) إما ( محوا ) ; أي : بالمحو ، وهو الإزالة بدون سلخ حيث أمكن ، بأن تكون الكتابة في لوح أو رق أو ورق صقيل جدا في حال طراوة المكتوب ، وأمن نفوذ الحبر بحيث يسود القرطاس . طرق المحو
قال : ويتنوع طرق المحو . يعني : فتارة يكون بالإصبع أو بخرقة . قال : ومن أغربها مع أنه أسلمها ما روي عن ابن الصلاح أحد الأئمة من فقهاء المالكية أنه كان ربما كتب الشيء ثم لعقه . قال : وإلى هذا يومئ ما روينا . يعني مما أسنده سحنون عياض عن أنه كان يقول : من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفتيه مداد . يعني : لدلالة ذلك على اشتغاله بالتحصيل . إبراهيم النخعي
قال ابن العربي : وهكذا أخبرني أصحاب الشيخ أن ثيابه كأنما أمطرت مداد . ولا يأنف من ذلك ، فقد حكى أبي إسحاق الشيرازي الماوردي في ( الأدب ) أن رأى على ثوبه أثر صفرة فأخذ من مداد الدواة وطلاه به ، ثم قال : المداد بنا أحسن من الزعفران . وأنشد : عبيد الله بن سليمان
إنما الزعفران عطر العذارى ومداد الدوي عطر الرجال
مداد الفقيه على ثوبه أحب إلينا من الغاليه
ومن طلب الفقه ثم الحديث فإن له همة عاليه
ولو تشتري الناس هذي العلوم بأرواحهم لم تكن غاليه
رواة الأحاديث في عصرنا نجوم وفي العصر الخاليه
بل يروى في حديث ضعيف عند النميري وغيره عن أنس رفعه : ( يحشر الله أصحاب الحديث وأهل العلم يوم القيامة وحبرهم خلوق يفوح ) الحديث .