[ ] : تصنيف الحديث معللا
( وجمعه ) ; أي : الحديث في الطريقين أو الطرق ، ( معللا ) يعني على العلل بأن يجمع في كل متن طرقه ، واختلاف الرواة فيه ، بحيث يتضح إرسال ما يكون متصلا ، أو وقف ما يكون مرفوعا ، أو غير ذلك كما قرر في بابه .
ففي الأبواب كما فعل ، وهو أحسن لسهولة تناوله ، وفي المسانيد ( كما فعل ) الحافظ الكبير الفقيه المالكي أبو محمد بن أبي حاتم أبو يوسف ( يعقوب ) بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري نزيل بغداد ، وتلميذ أحمد وابن المديني المتوفى في سنة اثنتين وستين ومائتين ( 262 ) ، وابن معين ، فله مسند معلل في ألف وثلاثمائة جزء ، [ ص: 323 ] وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي النيسابوري طريقة ثانية في الطريقتين . والدارقطني
وهي ( أعلى رتبة ) منه فيهما ، أو فيها بدونها ; فإن ، حتى قال معرفة العلل أجل أنواع الحديث : لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي . ابن مهدي
( و ) لكن مسند يعقوب حسبما زاده الناظم ( ما كمل ) ، بل الذي ظهر منه - كما قال الخطيب في تاريخه - مسند العشرة ، والعباس ، وابن مسعود ، وبعض الموالي ، وعتبة بن غزوان وعمار ، واتصل الأول من عمار ، خاصة للذهبي وشيخنا ومؤلفه ، ورأيت بعض الأجزاء من مسند . ابن عمر
قال الذهبي : ( وبلغني أن مسند علي منه في خمس مجلدات . قال الأزهري : وقيل لي : إن نسخة لمسند منه شوهدت أبي هريرة بمصر ، فكانت مائتي جزء ، قال : وبلغني أنه كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين الذين يبيضون المسند ، ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار ، يعني لمن يبيضه ) .
وقال غيره : إنه لو تم لكان في مائتي مجلد ، ولنفاسته قال : لو كان مسطورا على حمام لوجب أن يكتب ، يعني : لا يحتاج إلى سماع . وبالجملة فقد قال الدارقطني الأزهري : سمعت الشيوخ يقولون : إنه لم يتمم مسند معلل .
[ ص: 324 ] ولهم طريقة أخرى في جمع الحديث ، وهي ، فيجعل حديث : ( جمعه على حروف المعجم ) في الهمزة ، إنما الأعمال بالنيات كأبي منصور الديلمي في ( مسند الفردوس ) ، كذا عمل في أحاديث ( الكامل ) ابن طاهر ، وسلكت ذلك في ما اشتهر على الألسنة . لابن عدي
ومنهم من يرتب على الكلمات ، لكن غير متقيد بحروف المعجم ، مقتصرا على ألفاظ النبوة فقط ، ( كالشهاب ) و ( المشارق ) للصغاني ، وهو أحسنهما وأجمعهما مع اقتصاره على الصحيح خاصة .
ثم من هؤلاء من يلم بغريب الحديث وإعرابه أو أحكامه وآراء الفقهاء فيه كما سيأتي بسطه في غريب الحديث .