الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7648 [ ص: 293 ] 3732 - (7705) - (2 \ 274) عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تقولون: أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ! والله الموعد، إنكم تقولون: ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله بهذه الأحاديث؟! وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟! وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق، وإن أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها، وإني كنت امرأ مسكينا، وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال: " من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي، ثم يقبضه إليه; فإنه ليس ينسى شيئا سمعه مني أبدا؟" فبسطت ثوبي، أو قال: نمرتي، ثم قبضته إلي، فوالله! ما نسيت شيئا سمعته منه، وايم الله! لولا آية في كتاب الله، ما حدثتكم بشيء أبدا، ثم تلا: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية كلها [البقرة: 159].

التالي السابق


* قوله: " والله الموعد ": قيل: مصدر، أو زمان، أو مكان، والحمل بحذف أو تجوز; أي: يظهر يوم القيامة أنكم على الحق في الإنكار، أو أني عليه في الإكثار .

* " ما بال المهاجرين ": مع قدم صحبتهم .

* " وإن أصحابي ": عطف على "إنكم تقولون"; أي: إنكم تزعمون أن المهاجرين والأنصار أولى برواية الأخبار، وأن الأمر بعكس ذلك، أو حال من ضمير "تقولون" .

* " أرضوهم ": - بفتحتين - ; أي: بساتينهم .

* " والقيام ": أي: بأمرها .

* " معتكفا ": أي: ملازما للمسجد جالسا فيه. [ ص: 294 ] * " وكنت أكثر ": من الإكثار .

* " مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ": بالإضافة، ويحتمل أن يكون "أكثر" اسم تفضيل; أي: كنت أكثرهم مجالسة، وقوله: " رسول الله صلى الله عليه وسلم - بالنصب - على أنه مفعول به للمجالسة .

* " أحضر ": أي: إنهم أولا لا يسمعون قدر ما أسمع، وثانيا ينسون ما يسمعون، فلذلك قل حديثهم .

* " نمرتي ": - بفتح فكسر - : بردة من صوف وغيره مخططة، وقيل: كساء.



الخدمات العلمية