الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (5) قوله: النار : العامة على جرها، وفيه أوجه، أحدها: أنه بدل من "الأخدود" بدل اشتمال; لأن الأخدود مشتمل عليها، وحينئذ فلا بد فيه من الضمير، فقال البصريون: هو مقدر، تقديره: النار فيه. وقال الكوفيون: أل قائمة مقام الضمير، تقديره: ناره ثم حذف الضمير، وعوض عنه أل. وتقدم البحث معهم في ذلك. الثاني: أنه بدل كل من كل، ولا بد حينئذ من حذف مضاف تقديره: أخدود النار. الثالث: أن التقدير: ذي النار; لأن الأخدود هو الشق في الأرض، حكاه أبو البقاء . وهذا يفهم أن النار خفض بالإضافة لتلك الصفة المحذوفة، فلما حذف المضاف قام المضاف إليه مقامه في الإعراب، واتفق أن المحذوف كان مجرورا، وقوله: "لأن الأخدود هو الشق" تعليل لصحة كونه صاحب نار، وهذا ضعيف جدا. الرابع: أن "النار" خفص على الجوار، نقله مكي عن الكوفيين، وهذا [ ص: 746 ] يقتضي أن "النار" كانت مستحقة لغير الجر فعدل عنه إلى الجر للجوار. والذي يقتضي الحال أنه عدل عن الرفع، ويدل على ذلك أنه قد قرئ في الشاذ "النار" رفعا، والرفع على خبر ابتداء مضمر تقديره: قتلتهم النار. وقيل: بل هي مرفوعة على الفاعلية تقديره: قتلتهم النار، أي: أحرقتهم، والمراد حينئذ بأصحاب الأخدود المؤمنون.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "الوقود" بفتح الواو، والحسن وأبو رجاء وأبو حيوة وعيسى بضمها، وتقدمت القراءتان وقول الناس فيهما في أول البقرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية