الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 63 ] ( واليمين اللغو أن يحلف على أمر ماض وهو يظن أنه كما قال والأمر بخلافه فهذه اليمين نرجو أن لا يؤاخذ الله به صاحبها ) ومن اللغو أن يقول : والله إنه لزيد وهو يظنه زيدا وإنما هو عمرو ، والأصل فيه قوله تعالى { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم } الآية ، إلا أنه علقه بالرجاء للاختلاف في تفسيره . .

التالي السابق


( قوله : ويمين اللغو أن يحلف على أمر ماض وهو يظن أنه كما قال والأمر بخلافه ) مثل والله لقد دخلت الدار والله ما كلمت زيدا ونحوه ، ويدخل في ذلك الأفعال كما ذكرنا والصفات . ومن الثاني ما في الخلاصة : رجل حلفه السلطان أنه لم يعلم بأمر كذا فحلف ثم تذكر فعلم أنه كان يعلم أرجو أن لا يحنث ( فهذه اليمين نرجو أن لا يؤاخذ الله بها صاحبها ) وإنما قيد محمد عدم المؤاخذة بالرجاء مع أنه مقطوع به في كتاب الله تعالى حين قال { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } للاختلاف في معنى اللغو ، ففسره محمد بما ذكر وهو مروي عن ابن عباس وبه قال أحمد .

وقال الشافعي : كل يمين صدرت عن غير قصد في الماضي وفي المستقبل . وهو مباين للتفسير المذكور ; لأن الحلف على أمر يظنه ، كما قال : لا يكون إلا عن قصد ، وهو [ ص: 64 ] رواية عن أحمد ، وهو معنى ما روى صاحب السنن عن عائشة رضي الله عنها { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كلام الرجل في بيته كلا والله وبلى والله } . وقال الشعبي ومسروق : لغو اليمين أن يحلف على معصية فيتركها لاغيا بيمينه . وقال سعيد بن جبير : أن يحرم على نفسه ما أحل الله له من قول أو عمل . فلما اختلف في معنى اللغو علقه بالرجاء . والأصح أن اللغو بالتفسيرين الأولين وكذا بالثالث متفق على عدم المؤاخذة به في الآخرة ، وكذا في الدنيا بالكفارة فلم يتم العذر عن التعليق بالرجاء ، فالأوجه ما قيل إنه لم يرد به التعليق بل التبرك باسم الله والتأدب فهو كقوله صلى الله عليه وسلم لأهل المقابر : { وإنا إن شاء الله بكم لاحقون } . وأما التفسير الرابع فغير مشهور ، وكونه لغوا هو اختيار سعيد .




الخدمات العلمية