الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5071 5072 5073 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة: " ، أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى بحجر، فطرحت جنينها، فقضى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغرة عبد أو وليدة". .

                                                حدثنا يونس ، قال: أنا شعيب بن الليث ، عن أبيه ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال: " قضى رسول الله -عليه السلام- في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة : عبد أو أمة، وأن التي قضى عليها بالغرة توفيت، فقضى رسول الله -عليه السلام- أن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها". .

                                                حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال: " قضى رسول الله في الجنين بغرة عبد أو أمة، فقال الذي قضي عليه العقل: كيف يدي من لا شرب ولا أكل، ولا صاح فاستهل، فمثل ذلك يطل، . فقال رسول الله -عليه السلام-: إن هذا يقول بقول شاعر. فيه غرة عبد أو أمة".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: رجاله كلهم رجال الصحيح: عن يونس بن عبد الأعلى شيخ مسلم ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة .

                                                [ ص: 414 ] وقد أخرجه الطحاوي مرة في باب: "شبه العمد الذي لا قود فيه" عن يونس ، عن ابن وهب ، عن يونس بن زيد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه البخاري ومسلم وقد ذكرناه.

                                                الثاني: عن يونس أيضا، عن شعيب بن الليث ، عن أبيه الليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه أبو داود والترمذي: كلاهما عن قتيبة ، عن الليث .... إلى آخره نحوه.

                                                الثالث: عن علي بن شيبة بن الصلت ، عن يزيد بن هارون الواسطي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة .

                                                وأخرجه ابن ماجه: نا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال: "قضى رسول الله -عليه السلام- في الجنين بغرة عبد أو أمة، فقال الذي قضي عليه: أنعقل من لا شرب ولا أكل، ولا صاح ولا استهل؟! مثل ذلك يطل! فقال رسول الله -عليه السلام-: إن هذا ليقول بقول شاعر، فيه غرة عبد أو أمة".

                                                وأخرجه الترمذي: عن علي بن سعيد الكندي ، عن ابن أبي زائدة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة، نحوه.

                                                [ ص: 415 ] وقال: حديث حسن.

                                                قوله: "أن امرأتين من هذيل" قد ذكرنا أن اسم إحداهما مليكة، واسم الأخرى: أم غطيف.

                                                و"هذيل": هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

                                                قوله: "بغرة عبد" يتعلق بقوله: "قضى" و"عبد" بالجر عطف بيان عن الغرة.

                                                قوله: "أو وليدة" أي: أو جارية، وهذا محمول على التفسير لا على الشك عند الجمهور، فافهم.

                                                قوله: "من بني لحيان" بكسر اللام وفتحها وهو لحيان بن هذيل بن مدركة، ولحيان قبيل من هذيل، فلذلك جاء في رواية: "امرأتان من هذيل" وفي أخرى: "من بني لحيان".

                                                قوله: "وأن العقل" أي: الدية "على عصبتها" أي: عصبة المرأة القاتلة.

                                                قوله: "فقال الذي قضي عليه العقل": أي الدية، وهو على صيغة المجهول.

                                                قوله: "كيف ندي" من ودى يدي، أي: كيف نودي دية من لا شرب ولا أكل، ولا صاح، أي ولا صوت.

                                                قوله: "فاستهل" بالتاء، تفسير لقوله: "صاح" أي: ولا رفع صوته، وكل من رفع صوته فقد استهل.

                                                قوله: "يطل" بضم الياء آخر الحروف وفتح الطاء المهملة، من طل دمه إذا هدر، وروي "بطل" بالباء الموحدة، من البطلان وقد حققنا القول فيه في باب: "شبه العمد".




                                                الخدمات العلمية