الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        أولا: حرية الاعتقاد:

        ويقصد بها حرية اختيار الإنسان للدين الذي يرتضيه، قال تعالى: ( لا إكراه في الدين ) (البقرة:256)؛ ومن ثم فلا يجوز إرغام أحد على ترك دينه، واعتنـاق دين آخر، ومن هنا كان تأكيد القرآن الكريم على ذلك بما لا يقبل التأويل في قوله تعالى: ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) (الكهف:29)، كما وجه القرآن الكريم الدعوة إلى أهل الكتاب للحوار، فـقـال تـعـالى: ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة [ ص: 43 ] سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) (آل عمران :64).

        وقد أقر النبي محمد صلى الله عليه وسلم حرية الاعتقاد في وثيقة المدينة، وأعطى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الأمان لسكان بيت المقدس من النصارى على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم لا يضار أحد منهم ولا يرغم بسبب دينه.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية