الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              4- الاعتراض والتقويم الاستقرائيين:

              قد يتساءل بعض الباحثين عن غياب خطوتي الاعتراض والتقويم الاستقرائيين عند ابن خلدون مقارنة مع مسلك الشاطبي، وهذا الملحظ يعود بالأساس إلى جملة أمور منها:

              الأول: أن الأصل في مسلك الاستقراء البياني أو البعدي هو الاشتغال على الخطوات الثلاث: الاستنتاج والتفسير ثم التأكيد، أما الوقوف عند الاعتراض فذلك في حالة وجود استثناءات حقيقية أو وهمية قد تقـدح في صحة الكلية، أو من باب الزيادة في البيان العلمي والتفسير الاستقرائي.

              الثاني: ويعود إلى الخطاب التأسيسي، الذي بنى عليه ابن خلدون أصول الدرس التاريخي، دون أن يجد ممن سبقوه أو عاصروه معارضا اعتباريا يحاججه في كلياته ومبادئه، كما أن علمه جديد لم يشهد جدلا يفرض قدحا، عكس الشاطبي الذي تخلق كتابه في رحم المعاناة الحجاجية والتناظرية في علم الأصول الشيء الذي تطلب منه افتراض الإشكالات وتحريرها.

              الثالث: أن ابن خـلدون يتحدث عن فن التاريخ وأصوله عن قناعة علمية ووثوقية في الاستـدلال، بعد القـراءات المتعددة والتجارب التي خاضها اجتماعيا وسياسيا، لا تدع مجالا للشك عنده، أو تفتح للاعتراضات منفذا لخرم قواعده. [ ص: 53 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية