الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6404 ص: وقال آخرون: إنما منعوا يومئذ من أكل لحوم الحمر؛ لأنها حمر كانت تأكل العذرة، ورووا في ذلك ما حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن الشيباني، قال: ذكرت لسعيد بن جبير حديث ابن أبي أوفى ، في أمر النبي -عليه السلام- إياهم بإكفاء القدور يوم خيبر، فقال: "إنما نهى عنها؛ لأنها كانت تأكل العذرة" قالوا: فإنما نهى النبي -عليه السلام- عن أكلها لهذه العلة.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قال جماعة آخرون -وهم سعيد بن جبير، وجماعة من المالكية- إنما منعت الصحابة يوم خيبر من أكل لحوم الحمر الأهلية؛ لأنها كانت جوالة تأكل العذرات فكان نهي النبي -عليه السلام- لهذه العلة، لا لأجل التحريم.

                                                وروى هؤلاء في ذلك ما أخرجه بإسناد صحيح، عن إبراهيم بن مرزوق ، وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن الشيباني، واسمه سليمان بن فيروز .

                                                [ ص: 144 ] وأخرج ابن ماجه: عن سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر ، عن أبي إسحاق الشيباني، قال: "سألت عبد الله بن أبي أوفى عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: أصابتنا مجاعة يوم خيبر ونحن مع النبي -عليه السلام- وقد أصاب القوم حمرا خارجا من المدينة، فنحرناها وإن قدورنا لتغلي، إذ نادى منادي النبي -عليه السلام-: أن اكفئوا القدور، ولا تطعموا من لحوم الحمر شيئا، فأكفأناها. فقلت لعبد الله بن أبي [أوفى]: حرمها تحريما؟ قال: تحدثنا إنما حرمها رسول الله -عليه السلام- البتة من أجل أنها كانت تأكل العذرة".




                                                الخدمات العلمية