الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6948 ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: سمعت أبا جعفر بن أبي عمران يكره أن يقول الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، ولكنه يقول: أستغفر الله وأسأله التوبة، وقال: رأيت أصحابنا يكرهون ذلك يقولون: التوبة من الذنب هي تركه وترك العود عليه. وذلك غير موهوم من أحد، فإذا قال: أتوب إليه، فقد وعد الله أن لا يعود إلى ذلك الذنب، فإذا عاد إليه بعد ذلك كان كمن وعد الله ثم أخلفه، ولكن أحسن ذلك أن يقول: أسأل الله التوبة، أي أسأل الله أن ينزعني عن هذا الذنب ولا يعيدني إليه أبدا.

                                                وقد روي في ذلك أيضا عن الربيع بن خثيم :

                                                حدثني موسى بن المبارك ، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، قال: ثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن ليث ، عن منذر الثوري ، عن الربيع بن خثيم ، قال: "لا يقل أحدكم: أستغفر الله وأتوب إليه، ثم يعود فتكون كذبة وتكون ذنبا ، ولكن ليقل: اللهم اغفر لي وتب علي" .

                                                التالي السابق


                                                ش: اختلف العلماء في قول الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه هل ينبغي أن يقال هكذا أم يكره ذلك؟ فحكى الطحاوي عن شيخه أبي جعفر أحمد بن أبي عمران موسى الفقيه البغدادي الإمام الكبير الحجة ، عن أصحابه الحنفية أنهم يكرهون ذلك ويقولون: التوبة من الذنب هي تركه قال: وقد روي في ذلك أيضا. أي فيما قلنا من كراهة القول المذكور عن الربيع بن خثيم بن عائذ الثوري الكوفي ، أحد التابعين الكبار الثقات .

                                                [ ص: 482 ] أخرجه عن موسى بن المبارك شيخ أبي حاتم الرازي ، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان البصري نزيل بغداد وشيخ ابن ماجه ، عن حسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ ، عن زائدة بن قدامة ، عن ليث بن أبي سليم الكوفي ، عن منذر بن يعلى الثوري ، عن الربيع بن خثيم .




                                                الخدمات العلمية