6- برهان الدلالة:
وبرهان الدلالة ما كان الاستدلال فيه على العلة بالمعلول، وهو عكس برهان العلة، وسأذكر نصا على طوله يظهر فيه استعانة الشاطبي بهذا النوع من الاستدلال المنطقي، وإن تطلب ذلك شيئا من التحقيق في المسألة، يقول رحمه الله: "كل أصل شرعي لم يشهد له نص معين، وكان ملائما لتصرفات الشرع، ومأخوذا معناه من أدلته فهو صحيح يبنى عليه ويرجع إليه، إذا كان ذلك [ ص: 109 ] الأصل قد صار بمجموع أدلته مقطوعا به؛ لأن الأدلة لا يلزم أن تدل على القطع بالحكم بانفرادها دون انضمام غيرها إليها كما تقدم؛ لأن ذلك كالمتعذر، ويدخل تحت هذا ضرب الاستدلال، والجواب الذي اعتمده مالك والشافعي، فإنه وإن لم يشهد للفرع أصل معين فقد شهد له أصل كلي، والأصل الكلي إذا كان قطعيا قد يساوي الأصل المعين، وقد يربى عليه بحسب قوة الأصل المعين وضعفه" [1] .
وتقسيم عناصر البرهان فهي وفق الترتيب الآتي:
الاستدلال المرسل ... ... ... ... ... .... ... ........... حد أصغر
أصل كلي قطعي لم يشهد له نص معين لكنه ملائم لتصرفات الشارع.... حد أوسط
كل أصل كلي لم يشهد له نص معين لكنه ملائم لتصرفات الشارع.... حد أوسط
فهو كالأصل المعين وقد يربى عليه....... ... ... ..... حد أكبر
فالاستدلال المرسل أصل قطعي كالأصل المعين وقد يربو عليه. [ ص: 110 ]