4219 - حتى إذا الكلاب قال لها كاليوم مطلوبا ولا طلبا
فحذف "لم أر" فإذن حذفها اختصار لفظي، وهي ثابتة في المعنى فاستوى الموضعان بلا فرق بينهما. على أن تقدم ذكرها والمسافة قصيرة مغن عن ذكرها ثانية. ويجوز أن يقال: إن هذه اللام مفيدة معنى التوكيد لا محالة، فأدخلت في آية المطعوم دون آية المشروب، للدلالة على أن [ ص: 219 ] أمر المطعوم مقدم على أمر المشروب، وأن الوعيد بفقده أشد وأصعب من قبل أن المشروب إنما يحتاج إليه تبعا للمطعوم، ألا ترى أنك إنما تسقي ضيفك بعدما تطعمه، ولو عكست قعدت تحت قول أبي العلاء:
4220 - إذا سقيت ضيوف الناس محضا سقوا أضيافهم شبما زلالا
وسقي بعض العرب فقال: أنا لا أشرب إلا على ثميلة، ولهذا قدمت آية المطعوم على آية المشروب. انتهى.
قال الشيخ : "وقد طول " فلم يذكر هذا الكلام الحسن، ثم ذكر بعض كلامه، وواخذه في قوله: "إن الثاني امتنع لامتناع الأول" وجعلها عبارة بعض ضعفاء المعربين، ثم ذكر عبارة الزمخشري ، وهي: حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، وذكر أن قول من قال: "امتناع لامتناع" فاسد بقولك: لو كان هذا إنسانا لكان حيوانا، يعني أنه لا يلزم من امتناع الإنسانية امتناع الحيوانية. ومثل هذه الإيرادات سهلة وإذا تبع الرجل الناس في عبارتهم لا عليه. على أنها عبارة المتقدمين من النحاة، نص على ذلك غير واحد. سيبويه
وقوله: من المزن : السحاب وهو اسم جنس واحده مزنة. قال الشاعر: [ ص: 220 ]
4221- فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
وقال الآخر:
4222 - ونحن كماء المزن ما في نصابنا كهام ولا فينا يعد بخيل