[ ص: 504 ] آ. (24) قوله: حتى إذا : قال : فإن قلت: بم تعلق "حتى" وجعل ما بعده غاية له؟ قلت: بقوله: الزمخشري يكونون عليه لبدا على أنهم يتظاهرون عليه بالعداوة، ويستضعفون أنصاره، ويستقلون عدده، حتى إذا رأوا ما يوعدون من يوم بدر، وإظهار الله عليهم، أو من يوم القيامة فسيعلمون حينئذ من أضعف ناصرا. قال: ويجوز أن يتعلق بمحذوف دلت عليه الحال: من استضعاف الكفار واستقلالهم لعدده، كأنه [قال:] لا يزالون على ما هم عليه، حتى إذا رأوا ما يوعدون قال المشركون: متى هذا الموعود؟ إنكارا له: فقال: قل إنه كائن لا ريب فيه. قال الشيخ : قوله: بم تعلق؟ إن عنى تعلق حرف الجر فليس بصحيح لأنها حرف ابتداء فما بعدها ليس في موضع جر خلافا للزجاج وابن درستويه فإنهما زعما أنها إذا كانت حرف ابتداء فالجملة الابتدائية بعدها في موضع جر. وإن عنى بالتعلق اتصال ما بعدها بما قبلها وكون ما بعدها غاية لما قبلها فهو صحيح. وأما تقديره أنها تتعلق بقوله: يكونون عليه لبدا فهو بعيد جدا لطول الفصل بينهما بالجمل الكثيرة. وقدر بعضهم ذلك المحذوف المغيا، فقال: تقديره: دعهم حتى إذا. وقال "جاز أن تكون غاية لمحذوف" ولم يبين ما هو؟ وقال الشيخ : "والذي يظهر أنها غاية لما تضمنته الجملة التي قبلها من الحكم بكينونة النار لهم. كأنه قيل: إن العاصي يحكم له بكينونة النار، والحكم بذلك هو وعيد، حتى إذا رأوا ما حكم بكينونته لهم فسيعلمون". [ ص: 505 ] قوله: التبريزي: من أضعف يجوز في "من" أن تكون استفهامية فترتفع بالابتداء، و"أضعف" خبره. والجملة في موضع نصب سادة مسد المفعولين لأنها معلقة للعلم قبلها، وأن تكون موصولة، و"أضعف" خبر مبتدأ مضمر. أي: هو أضعف. والجملة صلة وعائد. وحسن الحذف طول الصلة بالتمييز. والموصول مفعول للعلم بمعنى العرفان.