4383- إن امرأ خصني عمدا مودته على التنائي لعندي غير مكفور
وتقدم تحرير هذا آخر الفاتحة مشبعا، فعليك باعتباره ثمة. الخامس: أن يتعلق بما دل عليه "غير يسير" أي: لا يسهل على الكافرين. قال : "فإن قلت فما فائدة قوله: الزمخشري "غير يسير" و"عسير" مغن عنه؟ قلت: لما قال "على الكافرين" فقصر العسر عليهم قال: "غير يسير" ليؤذن بأنه لا يكون عليهم كما يكون على المؤمنين يسيرا هينا ليجمع بين وعيد الكافرين وزيادة غيظهم وتبشير المؤمنين [ ص: 541 ] وتسليتهم. ويجوز أن يراد: عسير لا يرجى أن يرجع يسيرا، كما يرجى تيسير العسير من أمور الدنيا".
وقوله: نقر في الناقور أي صوت يقال: نقرت الرجل إذا صوت له بلسانك وذلك بأن تلصق لسانك بنقرة حنكك. ونقرت الرجل: إذا خصصته بالدعوة، كأنك نقرت له بلسانك مشيرا إليه، وتلك الدعوة يقال لها النقرى، وهي ضد الدعوة الجفلى. قال الشاعر:
4384- نحن في المشتاة ندعو الجفلى لا ترى الآدب فينا ينتقر
وقال امرؤ القيس:
4385- أنا ابن ماوية إذ جد النقر
يريد: "النقر" أي: الصوت. وقال أيضا:
4386- أخفضه بالنقر لما علوته ويرفع طرفا غير جاف غضيض
والناقور: فاعول منه كالجاسوس من التجسس، وهو الشيء [ ص: 542 ] المصوت فيه، وفي التفسير: إنه الصور الذي ينفخ فيه الملك. والنقر أيضا: قرع الشيء الصلب. والمنقار: الحديدة التي ينقر بها. ونقرت عنه: بحثت عن أخباره، استعارة من ذلك. ونقرته: أعبته، ومنه قول امرأة لزوجها: "مر بي على بني نظر، ولا تمر بي على بنات نقر" أرادت ببني نظر الرجال; لأنهم ينظرون إليها، وببنات نقر النساء لأنهن يعبنها وينقرن عن أحوالها.