وقرأ أنس "تسعة" بضم التاء، "عشر" بالفتح، وهذه حركة بناء، ولا يجوز أن يتوهم كونها إعرابا; إذا لو كانت للإعراب لجعلت في الاسم الأخير لتنزل الكلمتين منزلة الكلمة الواحدة، وإنما عدل إلى الضمة كراهة توالي خمس حركات. وعن المهدوي: "من قرأ "تسعة عشر" فكأنه من التداخل كأنه أراد العطف فترك التركيب ورفع هاء [ ص: 548 ] التأنيث، ثم راجع البناء وأسكن". انتهى. فجعل الحركة للإعراب. ويعني بقوله "أسكن"، أي: أسكن راء "عشر" فإنه هذه القراءة كذلك. وابن عباس
وعن أيضا "تسعة أعشر" بضم "تسعة" وأعشر بهمزة مفتوحة ثم عين ساكنة ثم شين مضمومة. وفيها وجهان، قال أنس أبو الفضل: "يجوز أن يكون جمع العشرة على أعشر ثم أجراه مجرى تسعة عشر". وقال : جمع عشير، مثل يمين وأيمن. وعن الزمخشري أيضا "تسعة وعشر" بضم التاء وسكون العين وضم الشين وواو مفتوحة بدل الهمزة. وتخريجها كتخريج ما قبلها، إلا أنه قلب الهمزة واوا مبالغة في التخفيف، والضمة كما تقدم للبناء لا للإعراب. ونقل أنس المهدوي أنه قرئ "تسعة وعشر" قال: فجاء به على الأصل قبل التركيب وعطف "عشرا على تسعة" وحذف التنوين لكثرة الاستعمال، وسكن الراء من عشر على نية الوقف.
وقرأ بضم التاء، وهمزة مفتوحة، وسكون العين، وضم الشين وجر الراء من أعشر، والضمة على هذا ضمة إعراب، لأنه أضاف الاسم لما بعده، فأعربهما إعراب المتضايفين، وهي لغة لبعض العرب يفكون تركيب الأعداد ويعربونهما كالمتضايفين كقول الراجز: سليمان بن قتة
4393- كلف من عنائه وشقوته بنت ثماني عشرة من حجته
[ ص: 549 ] قال أبو الفضل: ويخبر على هذه القراءة - وهي قراءة من قرأ "أعشر" مبنيا أو معربا من حيث هو جمع - أن الملائكة الذين هم على سقر تسعون ملكا.