وقرأ العامة "حمر" بضم الميم، بإسكانها. وقرأ والأعمش نافع بفتح الفاء من "مستنفرة" على أنه اسم مفعول، أي: نفرها القناص. والباقون بالكسر بمعنى: نافرة: يقال: استنفر ونفر بمعنى نحو: عجب واستعجب، وسخر واستسخر. قال الشاعر: وابن عامر
4398- أمسك حمارك إنه مستنفر في إثر أحمرة عمدن لغرب
وقال : "كأنها تطلب النفار من نفوسها في جمعها له وحملها عليه". انتهى. فأبقى السين على بابها من الطلب، وهو معنى حسن. الزمخشري
ورجح بعضهم الكسر لقوله "فرت" للتناسب. وحكى محمد بن سلام قال: سألت أبا سوار الغنوي وكان عربيا فصيحا، فقلت: [ ص: 558 ] كأنهم حمر ماذا؟ فقال: مستنفرة طردها قسورة. فقلت: إنما هو فرت من قسورة فقال: أفرت؟ قلت: نعم. قال: "فمستنفرة إذن". انتهى. يعني أنها مع قوله "طردها" تناسب الفتح لأنها اسم مفعول فلما أخبر بأن التلاوة فرت من قسورة رجع إلى الكسر للتناسب، إلا أن بمثل هذه الحكاية لا ترد القراءة المتواترة.
والقسورة: قيل: الصائد. وقيل: ظلمة الليل. وقيل: الأسد، ومنه قول الشاعر:
4399- مضمر تحذره الأبطال كأنه القسورة الرئبال
أي: الأسد، إلا أن ابن عباس أنكره، وقال: لا أعرف القسورة: الأسد في لغة العرب، وإنما القسورة: عصب الرجال، وأنشد:
4400- يا بنت، كوني خيرة لخيره أخوالها الجن وأهل القسوره
وقيل: هم الرماة، وأنشدوا للبيد بن ربيعة:
4401- إذا ما هتفنا هتفة في ندينا أتانا الرجال العاندون القساور