الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              ثانيا: المدارس الطبية الخاصة

              هذا، ولم تقتصر مدارس الطب على المدارس الملحقة بالبيمارستانات فقط، بل كانت توجد إلى جـانب ذلك مدارس خاصة أنشأها الأغنياء، فقد وقف مهذب الدين عبد الرحيم بن علي، المعروف بالدخوار، في سنة 622هـ / 1225م داره التي «بدمشق عند الصاغة العتيقة شرق سوق المناخليين، وجعلها مدرسـة تتابع فيها من بعده دراسة الطب»، ووقف لها ضياعا وعدة أماكن ينفق ريعها في مصالح المدرسة، وفي جامكية



              [1] . وأوصى بأن يكون المدرس فيها الحكيم شرف الدين علي بن الرحبي، وابتدأ بالصلاة في هـذه المدرسة يوم الجمعة صلاة العصر ثاني ربيع الأول سنة 628هـ / 1231م. [ ص: 143 ]

              واستمر الرحبي في التدريس بـها في صناعة الطب عدة سنين، ثم صار المدرس فيها فيما بعد الحكيم بدر الدين ابن قاضي بعلبك، ولما ملك دمشـق الملك مظـفر الدين بن شمس الدين مودود ابن الملك العادل، كتب للحـكيم بدر الـدين ابن قاضـي بعلبك منشورا برئاسته على سائر الحـكماء في صناعة الطب، وأن يكون مدرسا للطب في مدرسة الحكيم مهذب الدين، وتولى ذلك في يوم الأربعاء رابع صفر سنة ستمائة وسبع وثلاثين»



              [2] .

              وفي عام 633هـ / 1236م كان علم الطب من العلوم التي تدرس بالمدرسة المستنصرية في بناية خاصة مقابل الباب الرئيس للمدرسة المستنصرية، وهي عبارة عن صفـة

              [3] فاخرة تحت الإيوان. وقد اتخذت هـذه الصفـة مكانا لتدريس الطب ومداواة مرضى المستنصرية على اختلافهم، وكان طبيب المستنصرية يتردد إلى مرضاها في صباح كل يوم يتفقـدهم، وكان في المستنصـرية مخزن فيـه أنواع الأشربة والأدوية والعقاقير



              [4] . [ ص: 144 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية