الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              أولا: النتائج

              1- الإسلام دين التكافل والتعاون على البر والتقوى، ومن ثم عرف الوقف منذ عصر البعثة، ثم تبارى المسلمون في وقف الأموال والأطيان على جهات الخير التي كادت تشمل كل نواحي الحياة.

              2- أدرك المسلمون منذ فجر الدعوة أن الإسلام دين القوة، بمفهومها الشامل؛ فحـافظوا على قوة أبدانـهم وعافيتـهم كضرورة دينية طبقا لهذا المفهوم.

              3- سـاهمت الأوقاف في صنع الحضارة الطبية الإسلامية، فقد كانت من وراء تنمية العلوم الطبية التي تجـاوزت رسالتها العالم الإسلامي إلى [ ص: 177 ] غيره، فضـلا عن رسالتها السامية في مجال علاج الأمراض ومقـاومة الأوبئة وحماية البيئة.

              4- لم يقتصر دور الوقف في صنع الحضارة الإسلامية وتنميتها على العالم الإسلامي، وإنما أسهم في صنع الحضارة الإنسانية وتقدم البشرية.

              5- أثبتت الدراسات التاريخية العلمية الموضوعية أن المسلمين الأوائل كانوا هـم الرواد في مجـال البحث والدراسة والتجربة والاكتشافات في المجال الطبي، وأن غيرهم قد انتفـعوا بما قدمه المسلمون، وإن جحد كثير منهم ذلك.

              6- زعزعة مكانة الوقف في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، نتيجة لتدخل السلطة الحكومية في بعض الدول في إدارة الأوقاف، أدى إلى ضعف مكانة دور الوقف، وضآلة آثاره على مستوى تحقيق التنمية الصحية، كما تزعزعت الثقة فيه وقل عدد الواقفين له.

              7- هـناك مؤسسات وقفية تعمل بنجاح حتى وقتنا الحاضر، ولا تزال مستمرة، رغم تبدد الكثير مما وقف عليها، في دعم الصحة والتعليم والثقافة وسائر وجوه الخيرات، مثال ذلك: الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة.

              8- وقف الكتب والمكتبات عند العرب والمسلمين كان العامل الأساس والمهم في نشر الثقافة والعلم، وتوسيع دائرة المعرفة لدى الطلاب والدارسين على مدى قرون طويلة، من خلال المكتبات العامة والمدرسية ومكتبات البيمارستانات وغيرها. [ ص: 178 ]

              9- إن حركة الوعي الإسلامي، وجهت الأنظار، محليا وعالميا، نحو العمل الجاد لإحياء سنة الوقف وتطوير منابعه وأوجه استثماره ومجالات إنفاقه، واستحداث صيغ وآليات جديدة.

              10- إن مستقبل الأوقاف، وعودتها لوظيفتها في صنع التقدم والرقي والحضارة سيكون - بمشيئة الله تعالى - قريبا طيبا ومشرفا إذا ما خلصت النيات لله، عز وجل ، وصلحت الأعمال وتعاون الجميع وفق أسلوب علمي نحو العمل الجاد لتفعيل دور الموقف.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية