الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              ثانيا: حفظ الصحة في السنة النبوية

              وردت أحاديث نبوية شريفة في دعوة الناس إلى التداوي واستشارة الأطباء والأمر بالعلاج. بل وتجمعت تعاليم مهنة الطب وآدابها ورعاية المرضى في مجموعة من الأحاديث النبوية أمرت بالمحافظة على الجسم والعقل، [ ص: 61 ]

              ونهت عن كل ما يضر الناس في صحتهم من تلويث الطريق ومصادر المياه، وحثت على نظافة الأبدان واللباس، واهتمت بتغطية الطعام والشراب للمحافظة عليه من الملوثات والعدوى، ورغبت في رياضة الأجسام، لما في الرياضة من حكمة وفوائد.

              ولقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم الأسس العامة التي تدفع المسلمين إلى تعلم علم الطب والمهارة فيه، وعرض المريض على الطبيب، وتطهير علم الطب من الخرافات الطبية التي تعالج بوساطة السحر والشعوذة والتمائم والكهانة وغير ذلك، ونهى عنها نهيا مطلقا. وليعلم المسلمون أن الشريعة الإسلامية أوجبت عليهم أن يتمرسوا في العلوم الطبية ويتعلموها، بل وربطت بين علم الطب والدين الإسلامي برباط لا ينفصم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

              ومن الأحاديث النبوية المتعلقة بعلم الطب، ما جاء في الأمر بالتداوي من الأمراض: ( عن أبي هـريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء )



              [1] . ( وعن أسامة بن شريك ، رضي الله عنه ، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير فسلمت ثم قعدت، فجاء الأعراب من هـهنا وههنا فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: «تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد، الهرم )



              [2] . الهرم (يعني: الشيخوخة) . [ ص: 62 ]

              ففي الأمر بالتداوي عمل بالأسباب؛ ومطلوب من الإنسان السعي والعمل للحفـاظ على صحته، وعلاج ما يصيبه من أمراض، ولا يلقي بنفسه إلى الهلاك.

              فشريعة الإسلام توجد أحكامها حيث توجد مصلحة الإنسان بشرط عدم تعارض هـذه المصلحة مع مبادئ الإسلام، ولا تعارض في ذلك، بل إن الإسلام يقرر جميع الوسائل التي تحفظ صحة الإنسان.. وإذا كان المرض في بدن الإنسان هـو «قدر الله» فإن دفعه بالدواء هـو «قدر الله» أيضا.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية