الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 2147 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو العباس عبيد الله بن محمد بن نافع الزاهد قراءة عليه من أصل كتابه ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد الكيزداباذي ، حدثنا [ ص: 38 ] عيسى بن محمد بن موسى الطريثيي ، حدثنا أبو نصر ، حدثنا مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل قد أنزل علي سورة لم ينزلها على أحد من الأنبياء والرسل قبل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبادي ، فاتحة الكتاب جعلت نصفها لي ونصفها لهم ، وآية بيني وبينهم . فإذا قال العبد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الله عز وجل : عبدي دعاني باسمين رقيقين ، أحدهما أرق من الآخر ، فالرحيم أرق من الرحمن ، وكلاهما رقيقان . فإذا قال ( الحمد لله ) قال : شكرني عبدي وحمدني ، فإذا قال : ( رب العالمين ) قال الله : شهد عبدي أني رب العالمين يعني : رب الجن والإنس والملائكة والشياطين وسائر الخلق ورب كل شيء . فإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال : مجدني عبدي . فإذا قال : ( مالك يوم الدين ) يعني بيوم الدين يوم الحساب . قال الله : شهد عبدي أنه لا مالك ليوم الحساب أحد غيري . وإذا قال : ( مالك يوم الدين ) فقد أثنى علي عبدي . ( إياك نعبد ) يعني الله أعبد وأوحد ( وإياك نستعين ) (قال الله هذا بيني وبين عبدي إياي يعبد فهذه لي ، وإياي يستعين) فهذه له ، ولعبدي ما سأل . بقية هذه السورة ( اهدنا ) أرشدنا ( الصراط المستقيم ) (يعني دين الإسلام ؛ لأن كل دين غير الإسلام فليس بمستقيم) أي : الذي ليس فيه التوحيد ( صراط الذين أنعمت عليهم ) يعني به النبيين والمؤمنين الذين أنعم الله عليهم بالإسلام والنبوة ( غير المغضوب عليهم ) و يقول : أرشدنا غير دين هؤلاء الذين غضبت عليهم ، وهم اليهود ( ولا الضالين ) وهم النصارى ، أضلهم الله بعد الهدى ، بمعصيتهم غضب الله عليهم ( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ) يعني الشيطان ( أولئك شر مكانا ) في الدنيا والآخرة يعني شرا منزلا من النار ( وأضل عن سواء السبيل ) من المؤمنين يعني أضل عن قصد السبيل المهدي من المسلمين قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإذا قال الإمام : ( ولا الضالين ) فقولوا : آمين يجبكم الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال لي : يا محمد هذه نجاتك ، ونجاة أمتك ومن اتبعك على دينك من النار .

" [ ص: 39 ] وقوله " رقيقان " . قيل هذا تصحيف وقع في الأصل وإنما هما رفيقان ، والرفيق من أسماء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية