الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ويستحب صوم عشر ذي الحجة ، وآكده التاسع ، وهو يوم عرفة إجماعا . قيل : سمي بذلك للوقوف بعرفة فيه . وقيل : لأن جبريل حج بإبراهيم عليهما السلام ، فلما أتى عرفة قال : قد عرفت ؟ [ قال : قد [ ص: 109 ] عرفت ] وقيل : لتعارف آدم وحواء بها ( م 1 ) ثم الثامن وهو يوم التروية . قيل : سمي بذلك لأن عرفة لم يكن بها ماء ، فكانوا يتروون من الماء إليها وقيل : لأن إبراهيم عليه السلام رأى ليلة التروية الأمر بذبح ابنه ، فأصبح [ ص: 110 ] يتروى هل هو من الله أو حلم ( م 2 ) فلما رآه الليلة الثانية عرف أنه من الله . ولا وجه لقول بعضهم : آكده الثامن ثم التاسع . ولعله أخذه من قوله في الهداية وغيرها : آكده يوم التروية وعرفة .

                                                                                                          [ ص: 109 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 109 ] باب صوم التطوع وذكر ليلة القدر

                                                                                                          ( مسألة 1 ) قوله : ويستحب صوم عشر ذي الحجة ، وآكدها التاسع ، وهو يوم عرفة إجماعا . قيل : سمي بذلك للوقوف بعرفة ، وقيل : لأن جبريل حج بإبراهيم عليه السلام ، فلما أتى عرفة قال : قد عرفت ، وقيل : لتعارف آدم وحواء بها ، انتهى . هذه الأقوال للعلماء ، وليست مخصوصة بمذهب ، ولكن المصنف رحمه الله لما لم يظهر له صحة أحدهما أتى بهذه الصيغة ليدل على قوة الخلاف ، والله أعلم . قال البغوي في تفسيره : واختلفوا في المعنى الذي لأجله سمى الموقف عرفات ، واليوم عرفة ، فقال عطاء : كان جبريل يري إبراهيم المناسك ويقول : عرفت ، فيقول : عرفت . فسمى ذلك المكان عرفات ، واليوم عرفة ، وقال الضحاك : لما أهبط آدم عليه السلام وقع بالهند وحواء بجدة ، فاجتمعا بعرفات يوم عرفة وتعارفا ، فسمي اليوم عرفة ، والموضع عرفات ، وقال السدي : لما أذن إبراهيم عليه السلام في الناس بالحج فأجابوه بالتلبية وأتاه من أتاه أمره أن يخرج إلى عرفات ، ونعتها له ، فخرج إلى أن وقف بعرفات ، فعرفها بالنعت ، فسمي الوقت عرفة ، والموضع عرفات . وعن ابن عباس أن إبراهيم عليه السلام رأى ليلة التروية أنه يؤمر بذبح ابنه ، فلما أصبح روى يومه أجمع ، ثم رأى ذلك ليلة عرفة ثانيا ، فلما أصبح عرف أن ذلك من الله ، فسمى اليوم عرفة ، وقيل : سمي بذلك من العرف وهو الطيب ، وقيل : سمي بذلك لأن الناس يعترفون في ذلك اليوم بذنوبهم ، انتهى [ ص: 110 ]

                                                                                                          ( مسألة 2 ) قوله : ثم الثامن وهو يوم التروية ، قيل : سمي بذلك لأن عرفة لم يكن بها ماء وكانوا يتروون من الماء إليها ، وقيل : لأن إبراهيم عليه السلام رأى ليلة التروية الأمر بذبح ولده فأصبح يتروى هل هو من الله أو حلم ، انتهى . وهذا أيضا من جنس ما تقدم ، وقد تقدم في المقدمة الجواب عن هذا والذي قبله وغيره ، والقول الثاني رواه أبو صالح عن ابن عباس ، كما تقدم في التي قبلها .




                                                                                                          الخدمات العلمية