الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ويخرج لمرض يتعذر معه القيام فيه ، أو لا يمكنه إلا بمشقة شديدة .

                                                                                                          بأن يحتاج إلى خدمة وفراش ( و ) وإن كان خفيفا كالصداع والحمى الخفيفة لم يجز ( و ) إلا أن يباح به الفطر فيفطر فإنه يخرج إن قلنا باشتراط الصوم وإلا فلا ، وتخرج المرأة لحيض ونفاس ( و ) فإن لم يكن [ للمسجد ] رحبة رجعت إلى بيتها ، فإذا طهرت رجعت إلى المسجد ( و ) وإن كان له رحبة يمكنها ضرب خباء فيها بلا ضرر فعلت ذلك ، فإذا طهرت عادت إلى المسجد ، ذكره الخرقي وابن أبي موسى ، لما روى ابن بطة : حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا زهير بن محمد وأحمد بن منصور ، قال ابن بطة : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قالا : حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت { : كن المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 177 ] بإخراجهن عن المسجد وأن يضربن الأخبية في رحبة المسجد حتى يطهرن } ، إسناد جيد ، ورواه أبو حفص العكبري أيضا ، ونقله يعقوب بن بختان عن أحمد ، وقال أحمد : { النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أن تضرب قبة في رحبة المسجد } ، رواه ابن بطة بإسناده عن يعقوب ، قال صاحب المحرر : وهذا من أحمد دليل على ثبوت الخبر عنده ، ونقل محمد بن الحكم : تذهب إلى بيتها فإذا طهرت بنت على اعتكافها ، ورواه أحمد في رواية عبد الله عن الحسن ، وكبقية الأعذار ، والفرق أن مقصود تلك الأعذار لا يحصل مع الكون في الرحبة ، وعلى الأول : إقامتها في الرحبة استحباب ، في اختيار صاحب المحرر والمغني وغيرهما ، وجزم به في المستوعب والرعاية وغيرهما ، لأن أحمد قال : كان لها المضي إلى منزلها ، ذكره في المجرد ، قال صاحب المحرر : وهو شبيه بالحائض تودع البيت تقف بباب المسجد فتدعو ، فكذا هنا ، لتقرب من محل العبادة ، واختار صاحب الرعاية يسن أن تجلس في الرحبة غير المحوطة . وإن خافت تلويثه فأين شاءت ، والله أعلم .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية