الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن نوى الصوم ثم سافر في أثناء اليوم طوعا أو كرها فالأفضل أن لا يفطر ، ذكره القاضي وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم ، ويعايى بها ، وله الفطر ، لظاهر الآية [ ص: 33 ] والأخبار الصريحة ، وكالمرض الطارئ ولو بفعله ، والصلاة لا يشق إتمامها وهي آكد ، لأنها متى وجب إتمامها لم تقصر بحال ، وكما يفطر بعد يوم سفره ( و ) خلافا لعبيدة وسويد بن غفلة وأبي مجلز ، فعلى هذا لا يفطر قبل خروجه ، لأنه ليس بمسافر ، خلافا للحسن وإسحاق وعطاء ، وزاد : ويقصر . وعنه : لا يجوز ( و ) . وعنه : لا يجوز بجماع ، فعلى المنع يكفر من وطئ ( هـ م ر ) وجعلها بعضهم كمن نوى الصوم في سفره ثم جامع ، ودعوى أن الخلاف شبهة في إسقاط الكفارة ممنوع ، ولا دليل عليه ، وأبطله صاحب المحرر بالوطء بعد الفجر قبل طلوع الشمس ، فإنه زمن مختلف في وجوب صومه ، فإن الأعمش وغيره لم يوجبوه ، ويبطل عند الحنفي بوطئه في مسيرة يومين ، ويبطل عند الحنفية وأكثر المالكية بالوطء قبل خروجه عند إرادة سفره ، وبعض المالكية قال : لا كفارة ، وبعضهم قال : وإن لم يسافر .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية