الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2145 ص: وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: كل صلاة يجوز التطوع بعدها فلا بأس بأن يفعل فيها ما ذكرتم من صلاته إياها مع الإمام على أنها نافلة، غير المغرب فإنهم كرهوا أن تعاد ; لأنها إن أعيدت كان تطوعا، والتطوع لا يكون وترا إنما يكون شفعا، وكل صلاة لا يجوز التطوع بعدها فلا ينبغي أن يعيدها مع الإمام ; لأنها لا تكون تطوعا في وقت لا يجوز التطوع فيه.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون، وأراد بهم: أبا قلابة وأبا مجلز ومسروقا وأبا حنيفة وأبا يوسف ومحمدا ; فإنهم قالوا: كل صلاة يجوز التطوع بعدها كالظهر والعشاء فإنه يصليهما مع الإمام أيضا، وكل صلاة يكره [ ص: 15 ] التطوع بعدها كالعصر والصبح فإنه لا يفعلها، وأما المغرب فإنه استثناها عن حكم الصلاة التي يتطوع بعدها لكونها إذا أعيدت تصير تطوعا، والتطوع لا يكون وترا، ولكن ذكر جماعة من الحنفية أنه إذا أراد أن يصليها فينبغي أن يضم إليها ركعة رابعة لورود النهي عن التنفل بالبتيراء.

                                                وقال ابن أبي شيبة: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان ، عن جابر ، عن سعيد بن عبيد ، عن صلة بن زفر قال: "أعدت الصلوات كلها مع حذيفة، وشفع في المغرب بركعة".

                                                ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم قال: "إذا صلى المغرب وحده ثم صلى في جماعة ; شفع بركعة".

                                                ثنا أبو معاوية ، عن حجاج ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي - رضي الله عنه - قال: "يشفع بركعة إذا أعاد المغرب".




                                                الخدمات العلمية