الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2194 ص: واحتج أهل المقالة الأولى لقولهم أيضا بما حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قال: ثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس: "أن رجلا جاء ورسول الله - عليه السلام - في صلاة الصبح، فركع ركعتين -في حديث حماد بن سلمة: خلف الناس- ثم دخل مع النبي - عليه السلام - في الصلاة، فلما قضى النبي - عليه السلام - صلاته فقال: نافلة؟ " أي: أجعلت صلاتك التي صليت معنا أو التي صليت وحدك.

                                                حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا شعبة (ح).

                                                وحدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن عاصم ... فذكر بإسناده مثله.

                                                قالوا: ففي هذا الحديث أنه صلاهما خلف الناس، وقد نهاه رسول الله - عليه السلام - عنهما.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي احتج أهل المقالة الأولى أيضا لما ذهبوا إليه بحديث عبد الله بن سرجس .

                                                أخرجه من ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن ربيع بن سليمان المؤذن ، عن أسد بن موسى ، عن حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد كلاهما، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس ... إلى آخره.

                                                وأخرجه مسلم: حدثني أبو كامل الجحدري، قال: نا حماد -يعني ابن زيد- وحدثني حامد بن عمر البكراوي، قال: ثنا عبد الواحد -يعني ابن زياد- .

                                                [ ص: 72 ] ونا ابن نمير، قال: نا أبو معاوية، كلهم عن عاصم الأحول .

                                                وحدثني زهير بن حرب واللفظ له، قال: ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس قال: "دخل رجل المسجد ورسول الله - عليه السلام - في صلاة الغداة، فصلى ركعتين في جانب المسجد، ثم دخل مع رسول الله - عليه السلام -، فلما سلم رسول الله - عليه السلام - قال: يا فلان بأي الصلاتين اعتددت؟ أبصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟ ".

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا سليمان بن حرب، نا حماد ، عن عاصم ، عن عبد الله بن سرجس قال: "جاء رجل والنبي - عليه السلام - يصلي الصبح، فصلى الركعتين ثم دخل مع النبي - عليه السلام - في الصلاة، فلما انصرف قال: يا فلان، أيتهما صلاتك؟ التي صليت وحدك؟ أو التي صليت معنا؟ ".

                                                الثاني: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن سعيد بن عامر الضبعي ، عن شعبة ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس .

                                                وأخرجه النسائي: أنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: ثنا حماد، قال: ثنا عاصم ، عن عبد الله بن سرجس قال: "جاء رجل ورسول الله - عليه السلام - في صلاة الصبح، فركع الركعتين ثم دخل، فلما قضى رسول الله - عليه السلام - صلاته قال: يا فلان أيهما صلاتك؟ التي صليت معنا؟ أو التي صليت لنفسك؟ ".

                                                الثالث: عن أبي بكرة أيضا، عن مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن زيد ، عن عاصم .

                                                وأخرجه ابن ماجه: نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس: "أن رسول الله - عليه السلام - رأى رجلا يصلي [ ص: 73 ] الركعتين قبل صلاة الغداة وهو في الصلاة، فلما صلى قال له: بأي صلاتيك اعتددت؟ ".

                                                قوله: "قالوا" أي أهل المقالة الأولى "ففي هذا الحديث" أي حديث عبد الله بن سرجس "أنه" أي أن ذلك الرجل "صلاهما" أي ركعتي الصبح خلف الناس "وقد نهاه رسول الله - عليه السلام - عنهما" فهذا يرد ما ذهبتم إليه من أنه يصليهما خلف الناس ثم يدخل في صلاة القوم مع الإمام.




                                                الخدمات العلمية