الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                [ ص: 355 ] ص: ثم قد روي عن أصحابه من بعده أنهم كانوا في أسفارهم يفعلون ذلك أيضا، فمن ذلك: ما قد ذكرنا في هذا الفصل عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما -.

                                                ومنه أيضا: ما حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا روح، قال: ثنا شعبة ، قال، ثنا سليمان ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث : "أن عمر - رضي الله عنه - صلى بمكة ركعتين، ثم قال: يا أهل مكة، أتموا صلاتكم ; فإنا قوم سفر".

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق وروح ووهب ، قالوا: ثنا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عمر . . . . مثله.

                                                حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ومالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أسلم مولى عمر - رضي الله عنه -: "أن عمر كان إذا قدم مكة. . . " ثم ذكر مثله.

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا روح، قال: ثنا مالك بن أنس وصالح بن الأخضر ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه، عن عمر . . . . مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي ثم قد روي عن أصحاب النبي -عليه السلام - من بعده أنهم كانوا في أسفارهم يفعلون ذلك. أي قصر الصلاة.

                                                ثم أخرج عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من خمس طرق صحاح:

                                                الأول: ما ذكره فيما مضى مع أبي بكر - رضي الله عنه -.

                                                الثاني: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن روح بن عبادة ، عن شعبة ، عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم النخعي ، عن همام بن الحارث .

                                                وأخرجه محمد في "آثاره" منقطعا: عن أبي حنيفة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنه صلى بالناس بمكة الظهر ثم انصرف، فقال: يا أهل مكة إنا سفر ; فمن كان من أهل البلد فليكمل. فأكمل أهل البلد".

                                                [ ص: 356 ] قال محمد: وبه نأخذ، إذا دخل المقيم في صلاة المسافر فقضى المسافر صلاته قام المقيم فأتم صلاته. وهو قول أبي حنيفة .

                                                قوله: "سفر" أي مسافرون، وهو جمع كصحب جمع صاحب، وقد مر مرة.

                                                الثالث: عن أبي بكرة أيضا، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي المقرئ ، وروح بن عبادة ، ووهب بن خالد ، ثلاثتهم عن شعبة ، عن الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم النخعي ، عن الأسود بن يزيد النخعي ، عن عمر .

                                                الرابع: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك بن أنس ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه، عن عمر .

                                                وروى مالك أيضا: عن زيد بن أسلم ، عن أسلم مولى عمر : "أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا قدم مكة صلى ركعتين، ثم قال: يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر".

                                                وأخرجه مالك في "موطئه".

                                                وعبد الرزاق في "مصنفه": عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن عمر ، مثله.

                                                الخامس: عن أبي بكرة بكار ، عن روح بن عبادة ، عن مالك بن أنس وصالح بن أبي الأخضر ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سالم ، عن أبيه عبد الله ، عن أبيه عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم -.

                                                وأخرج عبد الرزاق : عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال: "صلى عمر - رضي الله عنه - بأهل مكة الظهر أو العصر، فسلم في ركعتين، ثم قال: أتموا صلاتكم يا أهل مكة ; فإنا قوم سفر".




                                                الخدمات العلمية