وأنا الأخضر من يعرفني أخضر الجلدة في بيت العرب
فإنه يقول : أنا خالص; لأن ألوان العرب سمرة . فأما الحديث : " إياكم وخضراء الدمن " فإن تلك المرأة الحسناء في منبت سوء ، كأنها شجرة ناضرة في دمنة بعر . والمخاضرة : بيع الثمار قبل بدو صلاحها ; وهو منهي عنه . وأما قولهم : " خضر المزاد " فيقال إنها التي بقيت فيها بقايا ماء فاخضرت من القدم ، ويقال بل خضر المزاد الكروش .[ ص: 196 ] ويقال إن الخضار البقل الأول .
فأما قوله : " ذهب دمه خضرا " ، إذا طل . فأحسبه من الباب . يقول : ذهب دمه طريا كالنبات الأخضر ، الذي إذا قطع لم ينتفع به بعد ذلك وبطل وذبل .
فأما قولهم إن الخضار اللبن الذي أكثر ماؤه ، فصحيح ، وهو من الباب ; لأنه إذا كان كذا غلب الماء ، والماء يسمى الأسمر . وقد قلنا إنهم يسمون الأسود أخضر ، ولذلك يسمى البحر خضارة .