الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خلو ) الخاء واللام والحرف المعتل أصل واحد يدل على تعري الشيء من الشيء . يقال هو خلو من كذا ، إذا كان عروا منه . وخلت الدار وغيرها تخلو . والخلي : الخالي من الغم . وامرأة خلية : كناية عن الطلاق ، لأنها إذا طلقت فقد خلت عن بعلها . ويقال خلا لي الشيء وأخلى . قال :


                                                          أعاذل هل يأتي القبائل حظها من الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا

                                                          والخلية : الناقة تعطف على غير ولدها ، لأنها كأنها خلت من ولدها الأول . والقرون الخالية : المواضي . والمكان الخلاء : الذي لا شيء به . ويقال [ ص: 205 ] ما في الدار أحد خلا زيد وزيدا ، أي دع ذكر زيد ، اخل من ذكر زيد . ويقال : افعل ذاك وخلاك ذم ، أي عداك وخلوت منه وخلا منك .

                                                          ومما شذ عن الباب الخلية : السفينة ، وبيت النحل . والخلا : الحشيش . وربما عبروا عن الشيء الذي يخلو من حافظه بالخلاة ، فيقولون : هو خلاة لكذا ، أي هو ممن يطمع فيه ولا حافظ له . وهو من الباب الأول .

                                                          وقال قوم : الخلي القطع ، والسيف يختلي ، أي يقتطع . فكأن الخلا سمي بذلك لأنه يختلى ، أي يقطع .

                                                          ومن الشاذ عن الباب : خلا به ، إذا سخر به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية