الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رعن ) الراء والعين والنون أصلان : أحدهما يدل على تقدم في شيء ، والآخر يدل على هوج واضطراب . فالأول الرعن : الأنف النادر من الجبل . قال ابن دريد : وسميت البصرة رعناء لأنها تشبه برعن الجبل . وهو قول الفرزدق :


                                                          لولا ابن عتبة عمرو والرجاء له ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا

                                                          ويقال جيش أرعن ، إذا كانت له فضول كرعون الجبال .

                                                          [ ص: 408 ] والأصل الآخر قولهم أرعن : مسترخ . قالوا : هو من رعنته الشمس ، إذا آلمت دماغه . يقال من ذلك : رجل مرعون . ويقال : رعن الرجل يرعن رعنا ، فهو أرعن ، أي أهوج ، والمرأة الرعناء . فأما قوله جل ثناؤه لا تقولوا راعنا ، فهي كلمة كانت اليهود تتساب بها ، وهو من الأرعن . ومن قرأها راعنا ، منونة فتأويلها لا تقولوا حمقا من القول . وهو من الأول; لأنه يكون كلاما أرعن ، أي مضطربا أهوج . ويقال : رحلوا رحلة رعناء ، أي مضطربة . قال :


                                                          ورحلوها رحلة فيها رعن

                                                          وذلك إذا لم تكن على الاستقامة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية