الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حرب ) الحاء والراء والباء أصول ثلاثة : أحدها السلب ، والآخر دويبة ، والثالث بعض المجالس .

                                                          فالأول : الحرب ، واشتقاقها من الحرب وهو السلب . يقال حربته ماله ، وقد حرب ماله ، أي سلبه ، حربا . والحريب : المحروب . ورجل محراب : شجاع قؤوم بأمر الحرب مباشر لها . وحريبة الرجل : ماله الذي يعيش به ، فإذا سلبه لم يقم بعده . ويقال أسد حرب ، أي من شدة غضبه كأنه حرب شيئا أي سلبه . وكذلك الرجل الحرب .

                                                          وأما الدويبة [ ف ] الحرباء . يقال أرض محربئة ، إذا كثر حرباؤها . وبها شبه الحرباء ، وهي مسامير الدروع . وكذلك حرابي المتن ، وهي لحماته .

                                                          والثالث : المحراب ، وهو صدر المجلس ، والجمع محاريب . ويقولون : المحراب الغرفة في قوله تعالى : فخرج على قومه من المحراب . وقال :

                                                          [ ص: 49 ]

                                                          ربة محراب إذا جئتها لم ألقها أو أرتقي سلما

                                                          ومما شذ عن هذه الأصول الحربة . ذكر ابن دريد أنها الغرارة السوداء .

                                                          وأنشد :

                                                          وصاحب صاحبت غير أبعدا تراه بين الحربتين مسندا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية