الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( روق ) الراء والواو والقاف أصلان ، يدل أحدهما على تقدم شيء ، والآخر على حسن وجمال .

                                                          فالأول الروق والرواق : مقدم البيت . هذا هو الأصل . ثم يحمل عليه [ ص: 461 ] كل شيء فيه أدنى تقدم . والروق : قرن الثور . ومضى روق من الليل ، أي طائفة منه ، وهي المتقدمة . ومنه روق الإنسان شبابه; لأنه متقدم عمره . ثم يستعار الروق للجسم فيقال : " ألقى عليه أوراقه " . والقياس في ذلك واحد . فأما قول الأعشى :


                                                          ذات غرب ترمي المقدم بالرد ف إذا ما تتابع الأرواق

                                                          ففيه ثلاثة أقوال :

                                                          الأول أنه أراد أرواق الليل ، لا يمضي روق من الليل إلا يتبعه روق .

                                                          والقول الثاني : أن الأرواق الأجساد إذا تدافعت في السير .

                                                          والثالث : أن الأرواق القرون ، إنما أراد تزاحم البقر والظباء من الحر في الكناس . [ فمن قال هذا القول جعل تمام المعنى في البيت الذي بعده ، وهو قوله ] :

                                                          [ في مقيل الكناس ] إذ وقد الحر إذا الظل أحرزته الساق كأنه قال : تتابع الأرواق في مقيلها في الكناس .

                                                          ومن الباب الروق ، وهي أن تطول الثنايا العليا السفلى .

                                                          ومنه فيما يشبه المثل : " أكل فلان روقه " ، إذا طال عمره حتى تحاتت أسنانه . ويقال في الجسم : ألقى أرواقه على الشيء ، إذا حرص عليه . ويقال روق الليل إذا مد رواق ظلمته . ويقال ألقى أروقته .

                                                          [ ص: 462 ] ومن الباب : ألقى فلان أرواقه ، إذا اشتد عدوه; لأنه يتدافع ويتقدم بجسمه . قال :


                                                          ألقيت ليلة خبت الرهط أرواقي

                                                          ويقال : ألقت السحابة أرواقها ، وذلك إذا ألحت بمطرها وثبتت . والرواق : بيت كالفسطاط ، يحمل على سطاع واحد في وسطه ، والجميع أروقة . ورواق البيت : ما بين يديه .

                                                          والأصل الآخر : قولهم : راقني الشيء يروقني ، إذا أعجبني . وهؤلاء شباب روقة . ومن الباب : روقت الشراب : صفيته ، وذلك حسنه . والراووق : المصفاة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية