الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ربض ) الراء والباء والضاد أصل يدل على سكون واستقرار .

                                                          من ذلك ربضت الشاة وغيرها تربض ربضا . والربيض : الجماعة من الغنم الرابضة وربض البطن : ما ولي الأرض من البعير وغيره حين يربض . والربض : ما حول المدينة; ومسكن كل قوم ربض . والربضة : مقتل كل قوم قتلوا في بقعة واحدة .

                                                          فأما قولهم قربة ربوض ، للواسعة ، فمن الباب ، كأنها تملأ فتربض ، أو تروي فتربض . فأما الربوض فهي الدوحة والشجرة العظيمة ، وسميت بذلك لأنه يؤوى إليها ويربض تحتها . قال ذو الرمة :


                                                          تجوف كل أرطاة ربوض

                                                          والأرباض : حبال الرحل; لأنها يشد بها فيسكن . ومأوى الغنم : ربضها; [ ص: 478 ] لأنها تربض [ فيه ] . وقال قوم : أربضت الشمس ، إذا اشتد حرها ، حتى تربض الشاة والظبي . وربض الرجل وربضه : امرأته; والقياس مطرد ، لأنها سكنه . والدليل على صحة هذا القياس أنهم يسمون المسكن كله ربضا . وقال الشاعر :


                                                          جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا     يا ويح كفي من حفر القراميص

                                                          فأما الرويبضة ، الذي جاء في الحديث : " وتنطق الرويبضة " فهو الرجل التافه الحقير . وسمي بذلك لأنه يربض بالأرض; لقلته وحقارته ، لا يؤبه له .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية