الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خب ) الخاء والباء أصلان : الأول [ أن ] يمتد [ الشيء ] طولا ، والثاني جنس من الخداع .

                                                          فالأول الخبيبة والخبة : الطريقة تمتد في الرمل . ثم يشبه بها الخرقة التي تخرق طولا . ويحمل على ذلك الخبيبة من اللحم ، وهي الشريحة منه .

                                                          وأما الآخر فالخب الخداع ، والخب الخداع . وهذا مشتق من خب البحر اضطرب . وقد أصابهم الخب .

                                                          ومن هذا الخبب : ضرب من العدو . ويقال جاء مخبا . ومنه خب النبت ، [ ص: 158 ] إذا يبس وتقلع ، كأنه يخب ، توهم أنه يمشي . قال رؤبة :


                                                          وخب أطراف السفا على القيق

                                                          والخبخبة : رخاوة الشيء واضطرابه . وكل ذلك راجع إلى ما ذكرناه ; لأن الخداع مضطرب غير ثابت العقد على شيء صحيح . فأما ما حكاه الفراء : [ لي ] من فلان خواب ، وهي القرابات ، واحدها خاب ، فهو عندي من الباب الأول ; لأنه سبب يمتد ويتصل . فأما قولهم " خبخبوا عنكم من الظهيرة " ، أي أبردوا فليس من هذا ، وهو من المقلوب ، وقد مر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية